أفادت مصادر مطلعة اليوم الخميس بتوقيع حكومة إقليم أمهرة اتفاقًا مع فصائل من مقاتلي فانو، في خطوة تهدف إلى إنهاء القتال المستمر في الإقليم. ويأتي هذا الاتفاق بحضور ممثلين عن الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية “إيغاد”، ويمثل محاولة جادة لحل الأزمة في أمهرة من خلال الحوار. يهدف هذا الاتفاق إلى تحقيق الاستقرار في الإقليم ووضع حدًّا للاشتباكات المسلحة التي استمرت لعدة أشهر.
وقال مسؤول حكومي لوكالة الأنباء الجزائرية إن الاتفاق يمثل نهاية للتمرد المسلح مع بعض الجماعات عبر التفاوض، مؤكدًا استعداد الحكومة للسلام مع جميع الأطراف المتمردة. وأضاف أن الحكومة ترى أنه لا يوجد حل للأزمة إلا من خلال الوسائل السلمية، وأن استخدام القوة ليس خيارًا مطروحًا. يأتي هذا الإعلان في ظل جهود إقليمية ودولية متزايدة لإنهاء الصراعات في إثيوبيا.
لا قيادة موحدة لفصائل فانو
لا توجد قيادة مركزية موحدة تجمع بين مختلف فصائل فانو، مما يعقد عملية التفاوض والتوصل إلى حل شامل. تأسست أقدم هذه الفصائل في مناطق غوندار وغوجام وشوا، وبرز دورها خلال حرب تيغراي حيث شاركت في القتال إلى جانب القوات الحكومية.
القاسم المشترك بين هذه الفصائل هو أنها استغلت فترة الحرب ضد جبهة تيغراي لتعزيز قدراتها العسكرية وتوسيع نفوذها، لتصبح قوة مؤثرة خارج الإطار الأمني الرسمي. وقد ساهم ذلك في زيادة تعقيد المشهد الأمني في إقليم أمهرة.
خلفية الصراع
بعد انتهاء حرب تيغراي في نوفمبر 2022، أعلنت الحكومة الإثيوبية عن خطة لدمج كافة الجماعات المسلحة في الجيش الوطني. لكن مجموعات فانو رفضت هذه الخطة، مطالبةً بحسم القضايا العالقة، مثل مستقبل المناطق المتنازع عليها بين أمهرة وتيغراي، وضمان حماية شعب أمهرة في الأقاليم الأخرى.
أدى رفض فصائل فانو لقرار الحكومة إلى اشتباكات مسلحة عنيفة، خلفت ضحايا مدنيين ونزوحًا وتدميرًا للممتلكات. وقد أعلنت الحكومة الإقليمية حالة الطوارئ في محاولة للسيطرة على الوضع.
أهمية الاتفاق وتداعياته
يمثل الاتفاق خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار في إقليم أمهرة، ووقف إراقة الدماء. ويركز الاتفاق على إيجاد حلول سلمية للخلافات، وتعزيز الحوار بين الأطراف المتنازعة.
ومع ذلك، لا يزال هناك العديد من التحديات التي تواجه عملية السلام، بما في ذلك غياب قيادة موحدة لفصائل فانو، والقضايا العالقة المتعلقة بالحدود وحقوق شعب أمهرة. بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه الحكومة صعوبات في تنفيذ الاتفاق، بسبب معارضة بعض الأطراف المتشددة.
من المتوقع أن تُمهد هذه الاتفاقية الطريق لحل النزاعات على المستويين الداخلي والإقليمي، وتعزيز الأمن والاستقرار في إثيوبيا.
من المقرر أن تبدأ الحكومة الإثيوبية في تنفيذ بنود الاتفاق خلال الأسابيع القادمة، مع التركيز على إطلاق سراح المعتقلين، وتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين، وبدء حوار شامل حول القضايا العالقة. يبقى من المهم مراقبة تطورات الوضع في أمهرة، وتقييم مدى التزام الأطراف المتنازعة بتنفيذ الاتفاق، والتغلب على التحديات التي قد تعيق عملية السلام.













