أكد مستشار الموارد البشرية محمد المساعد على أهمية اكتساب مهارات سوق العمل الجديدة لمواكبة التطورات المتسارعة في مختلف القطاعات. جاء ذلك خلال مداخلة له على قناة الإخبارية، حيث سلط الضوء على المهارات الأساسية التي يبحث عنها أصحاب العمل حاليًا. هذه المهارات تشمل الجوانب الرقمية والتخصصية والسلوكية، وتعتبر ضرورية لتعزيز القدرة التنافسية للباحثين عن عمل.
وتأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه سوق العمل السعودي تحولات كبيرة، مدفوعة برؤية المملكة 2030 وجهود التنويع الاقتصادي. وتشير البيانات إلى تزايد الطلب على الكفاءات المؤهلة في مجالات التكنولوجيا والطاقة والمالية، مما يستدعي التركيز على تطوير المهارات المطلوبة.
أهمية تطوير مهارات سوق العمل في العصر الحديث
يشهد العالم تحولاً رقمياً سريعاً، مما يجعل امتلاك المهارات الرقمية أمراً حتمياً للنجاح في سوق العمل. لم يعد الأمر يقتصر على مجرد إتقان استخدام الحاسوب، بل يتعداه إلى فهم وتحليل البيانات، بالإضافة إلى الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات. وفقاً للمساعد، فإن هذه المهارات تعتبر أساسية للعديد من الوظائف، بغض النظر عن التخصص.
المهارات الرقمية المطلوبة
تشمل المهارات الرقمية الأساسية القدرة على تحليل البيانات واستخلاص رؤى مفيدة منها. كما أن فهم أساسيات الذكاء الاصطناعي، وكيفية تطبيقه في حل المشكلات وتحسين الكفاءة، يعتبر ميزة إضافية. بالإضافة إلى ذلك، فإن إتقان أدوات وبرامج إدارة المشاريع الرقمية، والتسويق الرقمي، والأمن السيبراني، يفتح آفاقاً واسعة للفرص الوظيفية.
ومع ذلك، لا تقتصر المهارات المطلوبة على الجانب الرقمي فقط. فالمهارات التخصصية في القطاعات المختلفة تلعب دوراً حاسماً في تحديد مدى قدرة الفرد على المساهمة بفعالية في مجال عمله. على سبيل المثال، يحتاج العاملون في قطاع الطاقة إلى اكتساب مهارات كفاءة الطاقة، بينما يتطلب العمل في القطاع المالي إتقان المهارات المالية والمحاسبية.
المهارات التخصصية والقطاعية
تتطلب بعض القطاعات مهارات فريدة ومحددة. في قطاع الطاقة المتجددة، على سبيل المثال، هناك طلب متزايد على المهندسين والفنيين المتخصصين في تركيب وصيانة أنظمة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وبالمثل، في القطاع المالي، يزداد الطلب على المحللين الماليين وخبراء الاستثمار الذين يمتلكون مهارات تحليل المخاطر وإدارة المحافظ الاستثمارية.
بالإضافة إلى المهارات الرقمية والتخصصية، تولي الشركات اهتماماً كبيراً بالمهارات السلوكية والقيادية. فالقدرة على حل المشكلات بشكل إبداعي، والعمل بفعالية ضمن فريق، والتواصل بوضوح، والقيادة الملهمة، تعتبر من الصفات الأساسية التي يبحث عنها أصحاب العمل. هذه المهارات تساعد على بناء بيئة عمل إيجابية وتعزيز الإنتاجية.
المهارات السلوكية والقيادية
تعتبر المهارات السلوكية، مثل القدرة على التكيف والمرونة، ذات أهمية متزايدة في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها سوق العمل. كما أن القدرة على التعلم المستمر وتطوير الذات تعتبر ضرورية لمواكبة التطورات الجديدة. أما بالنسبة للمهارات القيادية، فإن القدرة على تحفيز الآخرين وتوجيههم نحو تحقيق الأهداف المشتركة تعتبر من الصفات القيّمة.
وتشير التقارير إلى أن هناك فجوة متزايدة بين المهارات التي يمتلكها الخريجون الجدد والمهارات التي يطلبها سوق العمل. لذلك، من الضروري أن تعمل المؤسسات التعليمية والتدريبية على تطوير مناهجها لتلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة. كما يجب على الأفراد أن يأخذوا زمام المبادرة في تطوير مهاراتهم من خلال الدورات التدريبية والبرامج التعليمية المتاحة.
وفي سياق متصل، أطلقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية العديد من المبادرات والبرامج التدريبية التي تهدف إلى تطوير مهارات سوق العمل. وتشمل هذه المبادرات برامج تدريبية في مجالات التكنولوجيا والابتكار، بالإضافة إلى برامج لتأهيل الشباب للوظائف الجديدة في القطاعات الناشئة. تهدف هذه البرامج إلى سد الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل.
من المتوقع أن يستمر الطلب على المهارات الرقمية والتخصصية والسلوكية في النمو في السنوات القادمة. ويرى الخبراء أن التركيز على تطوير هذه المهارات سيكون حاسماً لضمان قدرة المملكة العربية السعودية على تحقيق أهداف رؤية 2030. وستستمر وزارة الموارد البشرية في تقييم احتياجات سوق العمل وتطوير البرامج التدريبية المناسبة لتلبية هذه الاحتياجات. ومن المنتظر صدور تقرير مفصل عن أحدث التطورات في مهارات سوق العمل بحلول الربع الأول من عام 2026، والذي سيوفر رؤى أعمق حول التوجهات المستقبلية.













