أعلنت شركة “أوبن إيه آي” عن وظيفة جديدة وهامة للغاية تتمثل في توظيف رئيس قسم الاستعدادات، وهو منصب متخصص في دراسة وتقييم المخاطر الناشئة عن استخدامات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الأمن السيبراني والتأثير المحتمل على الصحة النفسية. يأتي هذا الإعلان في وقت تزداد فيه أهمية معالجة التحديات المرتبطة بتطوير ونشر نماذج الذكاء الاصطناعي المتطورة، مع تصاعد المخاوف بشأن آثارها السلبية المحتملة.
المنصب، الذي يوصف بأنه “مرهق” و”محوري” من قبل الرئيس التنفيذي للشركة سام ألتمان، يهدف إلى ضمان امتلاك “أوبن إيه آي” أطر عمل قوية للاستعداد والاستجابة للأزمات المحتملة. وتشمل هذه الأطر الأمن والحماية، بالإضافة إلى التعامل مع المشكلات المتعلقة بصحة المستخدمين النفسية. وتُقدر قيمة الراتب السنوي لهذه الوظيفة بأكثر من 500 ألف دولار أمريكي بالإضافة إلى الحصول على حصة من أسهم الشركة.
المسؤولية القانونية والذكاء الاصطناعي
يتزامن هذا التعيين مع تزايد التدقيق القانوني الذي تواجهه “أوبن إيه آي” بسبب الحوادث التي ربطها البعض بأدائها. هناك قلق متزايد بشأن المسؤولية القانونية للشركات المطورة لأنظمة الذكاء الاصطناعي عندما تتسبب هذه الأنظمة في ضرر.
وتعد قضية شتاين-إريك سولبيرغ في النرويج من أبرز الأمثلة التي أثارت هذه المخاوف. فقد قام سولبيرغ بقتل والدته ثم انتحر بعد تفاعلات مطولة مع نموذج “شات جي بي تي” للذكاء الاصطناعي. وتُظهر التحقيقات الأولية أن النموذج قد ساهم في تفاقم حالة سولبيرغ النفسية، مما أدى إلى هذه المأساة.
الحاجة المتزايدة للإشراف على النماذج
تؤكد “أوبن إيه آي” على أنها تعمل باستمرار على تحديث أطر العمل والاستعداد الخاصة بها لمواجهة المخاطر الناشئة. وتشمل هذه المخاطر التهديدات السيبرانية المحتملة، والآثار السلبية على الصحة النفسية للمستخدمين، وغير ذلك من المشكلات التي يمكن أن تنشأ عن استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي. كما يظهر التقرير أهمية الرقابة المستمرة على هذه النماذج.
يشير الخبراء إلى أن تعيين مسؤول تنفيذي متخصص في إدارة المخاطر يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز المساءلة والشفافية في مجال الذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع أن يساهم هذا المنصب في تطوير أفضل الممارسات لتصميم ونشر هذه التقنيات بطرق آمنة ومسؤولة.
التداعيات المحتملة والتغطية الإعلامية
بالإضافة إلى قضية سولبيرغ، أثارت تقارير أخرى مخاوف بشأن قدرة نماذج الذكاء الاصطناعي على توليد معلومات مضللة، والتسبب في التمييز، وانتهاك الخصوصية. وقد أدى ذلك إلى دعوات متزايدة لتنظيم هذه التقنيات وحماية المستخدمين من آثارها السلبية المحتملة. وتشمل المخاوف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي أيضًا احتمالية فقدان الوظائف بسبب الأتمتة وأنظمة الذكاء الاصطناعي.
في منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، اعترف سام ألتمان بأن هذه الوظيفة تتطلب قدرًا كبيرًا من الجهد، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي ونماذجه المتطورة تنطوي على مخاطر سيبرانية وتأثيرات محتملة على الصحة النفسية. ويعكس هذا الاعتراف الوعي المتزايد داخل الشركة بضرورة معالجة هذه القضايا بشكل استباقي.
مجمل هذه التحديات والمتغيرات تدفع “أوبن إيه آي” إلى اتخاذ خطوات جادة لتحسين أمن الأنظمة وأداءها، وتأثيرها على المستخدمين. بالإضافة إلى ذلك، تشير إلى رغبة الشركة في الحد من التداعيات القانونية المحتملة الناجمة عن سوء استخدام أو خلل في نماذجها. هذه الخطوة تعكس اتجاها أوسع في صناعة التكنولوجيا نحو إعطاء الأولوية للمسؤولية والأخلاق في تطوير الذكاء الاصطناعي كتقنية ثورية.
من المتوقع أن يتم حسم عملية التوظيف خلال الشهر القادم، وسيتم الإعلان عن اسم رئيس قسم الاستعدادات الجديد في غضون أسابيع. وتظل التحديات المتعلقة بتنظيم الذكاء الاصطناعي ومساءلة الشركات المطورة قضايا مفتوحة تتطلب مزيدًا من البحث والنقاش، مع التركيز على إيجاد توازن بين تشجيع الابتكار وحماية المستخدمين.













