في زيارة نادرة لمسؤول أوروبي إلى الكرملين منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، التقى رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيتسو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو يوم الأحد. وأثارت الزيارة جدلاً واسعاً داخل أوروبا وألقت الضوء على قضايا حساسة تتعلق بالغاز والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وتمت الزيارة بوصفها “زيارة عمل” وفقاً للمتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الذي أوضح أن المحادثات بين فيتسو وبوتين تناولت الأوضاع الدولية وإمدادات الغاز الروسي. تأتي هذه النقاشات في وقت حرج، حيث من المتوقع انتهاء الاتفاقية الحالية لنقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا بحلول نهاية العام الجاري.
وصرّح فيتسو عقب اللقاء عبر حسابه على فيسبوك أنه ناقش مع بوتين تداعيات تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، والتي أعرب فيها عن رفض بلاده لتجديد اتفاقية نقل الغاز. وأكد فيتسو أن هذه الخطوة ستضر بمصالح بلاده التي تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي.
وأضاف فيتسو أن بوتين أكد استعداد روسيا للاستمرار في تزويد أوروبا بالغاز، مشيراً إلى أن النقاش تطرق أيضاً إلى الوضع العسكري في أوكرانيا، وآفاق إيجاد حلول سلمية للنزاع، وأهمية تحسين العلاقات الثنائية بين روسيا وسلوفاكيا.
غير أن الزيارة ووجهت بانتقادات لاذعة من قِبل الأحزاب المعارضة في سلوفاكيا، التي اعتبرتها خروجاً عن موقف الاتحاد الأوروبي الموحد تجاه روسيا، خاصة في ظل استمرار العقوبات الأوروبية على موسكو.
وفي محاولة لتقليل الاعتماد على الغاز الروسي، كانت سلوفاكيا قد وقعت في الآونة الأخيرة عقوداً قصيرة الأجل مع أذربيجان لاستيراد الغاز الطبيعي، فضلا عن استيراد الغاز المُسال من الولايات المتحدة عبر بولندا. كما تعتمد البلاد على شبكات الغاز المشتركة مع النمسا والمجر وتشيكيا لتأمين احتياجاتها.
وتأتي زيارة فيتسو ضمن سلسلة زيارات محدودة لمسؤولين أوروبيين إلى موسكو منذ بدء الحرب في أوكرانيا، حيث سبق لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أن زار روسيا في يوليو/تموز الماضي، ما أثار استياء كييف والعديد من العواصم الأوروبية.
كما تعكس هذه الزيارة توج فيتسو المغاير لمعظم القادة الأوروبيين، حيث يسعى لتبني سياسة تعيد التوازن في العلاقات مع موسكو، في وقت تستمر فيه الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي بشأن التعامل مع الأزمة الأوكرانية.