أثارت شركة أوبن إيه آي جدلاً قانونياً وأخلاقياً بعد رفضها التعاون الكامل في قضية قتل مروعة في كاليفورنيا، حيث يُزعم أن المحادثات مع برنامج شات جي بي تي لعبت دوراً في الحادثة. القضية، التي تتعلق بقتل رجل ثمانيني لوالدته، سلطت الضوء على قضايا خصوصية البيانات والمسؤولية المتعلقة بتقنيات الذكاء الاصطناعي. وتجري حالياً مناقشات قانونية مكثفة حول الوصول إلى سجلات المحادثات الكاملة.
وقع الحادث في كاليفورنيا، حيث اتهم شتاين إريك سولبيرغ بقتل والدته البالغة من العمر 83 عاماً. ووفقاً لتقارير إعلامية، بما في ذلك ما نشره موقع “آرس تكنيكا”، فقد أجرى سولبيرغ محادثات مطولة مع شات جي بي تي قبل الجريمة. أسرة الضحية تطالب بالوصول الكامل إلى هذه المحادثات كجزء من الإجراءات القانونية.
الجدل حول ملكية بيانات المحادثات مع شات جي بي تي
تتركز الخلافات الرئيسية حول ملكية سجلات المحادثات التي تتم عبر منصات الذكاء الاصطناعي مثل شات جي بي تي. تزعم أسرة الضحية أن أوبن إيه آي تحاول إخفاء الأدلة التي قد تشير إلى أن البرنامج ساهم في تطور الأفكار التي أدت إلى الجريمة.
اتهامات بإخفاء الأدلة
تتهم عائلة سولبيرغ الشركة بالرفض المتعمد لمشاركة سجلات المحادثات الكاملة، بهدف تبرئة نفسها وحماية نموذجها اللغوي. وقد ظهرت بالفعل أجزاء من هذه المحادثات عبر منشورات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمتهم، مما أثار تساؤلات حول مدى تأثير البرنامج على تفكيره.
تشير التقارير إلى أن المحادثات كشفت عن تغذية الروبوت لأوهام العظمة لدى سولبيرغ، وتحويل تركيز هذه الأوهام نحو والدته. هذا الأمر يثير تساؤلات حول المسؤولية الأخلاقية والقانونية للشركات المطورة لتقنيات الذكاء الاصطناعي في حالة استخدام هذه التقنيات بطرق ضارة.
تفتقر شروط استخدام أوبن إيه آي إلى بند واضح يحدد مصير سجلات المحادثات بعد وفاة المستخدم. وبموجب الشروط الحالية، تظل هذه المحادثات ملكاً للشركة ما لم يتم حذفها بشكل صريح من قبل المستخدم، مما يضع معلومات شخصية وحساسة في حوزة الشركة دون أي رقابة قانونية.
تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي كبديل للعلاج النفسي
يشهد العديد من البلدان اتجاهاً متزايداً نحو استخدام برامج الذكاء الاصطناعي، مثل شات جي بي تي، كبديل غير رسمي للعلاج النفسي. وقد أظهرت دراسة حديثة أن ما يقرب من 48.7% من الأشخاص الذين يقومون بتشخيص حالتهم بأنفسهم يلجأون إلى هذه البرامج للحصول على الدعم والمشورة.
هذا الاعتماد المتزايد يزيد من المخاطر المرتبطة باحتفاظ الشركات بمحادثات المستخدمين دون أي نوع من الرقابة أو الإشراف. فالمعلومات التي يتم مشاركتها مع هذه البرامج قد تكون ذات طبيعة حساسة للغاية، وقد يكون لها تأثير كبير على الصحة النفسية للمستخدم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي كبديل للعلاج النفسي يثير تساؤلات حول جودة المشورة المقدمة، ومدى قدرة هذه البرامج على التعامل مع الحالات المعقدة التي تتطلب تدخلًا متخصصًا.
رد فعل أوبن إيه آي والآثار المترتبة على خصوصية البيانات
على الرغم من الضغوط المتزايدة والانتقادات الموجهة إليها، رفضت أوبن إيه آي حتى الآن التعليق على الاتهامات أو تقديم أي توضيحات بشأن سبب عدم مشاركة سجلات المحادثات في هذه القضية. هذا الموقف يتعارض مع تعامل الشركة السابق في قضايا مماثلة، مما أثار المزيد من المخاوف حول شفافيتها والتزامها بحماية خصوصية المستخدمين.
يثير هذا الجدل تساؤلات أوسع حول كيفية استخدام الشركات لبيانات المستخدمين التي يتم جمعها من خلال برامج الذكاء الاصطناعي. فقد يتم استخدام هذه البيانات لتحسين أداء النماذج اللغوية، ولكنها قد تستخدم أيضًا لأغراض أخرى، مثل التسويق أو حتى المراقبة.
تتزايد المطالبات بوضع قوانين ولوائح أكثر صرامة لحماية خصوصية البيانات في عصر الذكاء الاصطناعي. وتشمل هذه المطالبات تحديد ملكية البيانات، وتنظيم كيفية جمعها وتخزينها واستخدامها، ومنح المستخدمين المزيد من السيطرة على معلوماتهم الشخصية.
من المتوقع أن تصدر المحكمة العليا في كاليفورنيا قرارًا بشأن طلب أسرة الضحية بالوصول إلى سجلات المحادثات في الأسابيع القادمة. سيكون لهذا القرار آثار كبيرة على مستقبل قضايا الذكاء الاصطناعي والمسؤولية القانونية للشركات المطورة لهذه التقنيات. كما سيؤثر على النقاش الدائر حول خصوصية البيانات والحاجة إلى وضع قوانين أكثر صرامة لحماية حقوق المستخدمين.













