على بعد آلاف الكيلومترات من الشرق الأوسط، تحضر القضية الفلسطينية بقوّة في العاصمة التشيلية سانتياغو التي تحتضن أكبر جالية فلسطينية في العالم. ويمثل التشيليون من أصول فلسطينية قوة كبيرة في الدولة الواقعة بمنطقة الأنديز وينشطون بشكل كبير في المجال السياسي والثقافي.
بين الكوفيات والأعلام الفلسطينية المرفوعة، حضر الرئيس التشيلي غابرييل بوريك برفقة عدد من الرؤساء السابقين مثل ميشيل باشيليت وسيباستيان بينيرا، احتفالًا فلسطينياً بعيد الميلاد نظمته الجالية الفرنسية في سانتياغو.
وتحتضن تشيلي أكبر عدد من الفلسطينيين خارج العالم العربي، إذ ينحدر أوائل المهاجرين من بيت لحم، بيت جالا وبيت ساحور.
ولطالما اُعتبر غابريال بوريك من مناصري القضية الفلسطينية، ففي حادثة غير مسبوقة العام الماضي، رفض قبول أوراق اعتماد السفير الإسرائيلي الجديد، جيل أرتزيالي، بسبب “قتل إسرائيل للأطفال في غزة”. كما استدعت حكومته سفيرها لدى إسرائيل منذ بدء الحرب على غزة، وذلك “احتجاجاً على انتهاكات إسرائيلية للقانون الإنساني الدولي “.
وذكرت وزارة الخارجية التشيلية في بيان أن “تشيلي تعتبر العمليات الإسرائيلية بمثابة “عقاب جماعي” للسكان المدنيين في غزة”.
تشير تقديرات الآن إلى أن تشيلي بها أكثر من نصف مليون فلسطيني، كثيرون منهم من الجيل الثالث أو الرابع أو حتى الخامس من أبناء المهاجرين، ويمثلون أقلية كبيرة في بلد يقل عدد سكانه عن 20 مليون نسمة.
وانتفضت الجالية ونظمت احتجاجات أمام القصر الرئاسي، ونظمت حفلات موسيقية لجمع التبرعات، وطالبت بوقف إطلاق النار في غزة وضغطت من أجل المقاطعة.