يطوّق أحد أكبر حقول النفط في العالم مدينة البصرة في جنوب العراق بسحب من اللهب والدخان الناجمة عن حرق الغاز المصاحب، وتسعى السلطات لإطفاء هذه النيران بحلول العام 2030 عبر معالجته، لكن الطريق إلى ذلك لا يزال طويلاً.
وفي بلد يستورد كميات كبيرة من الغاز من إيران قد تسهم معالجة الغاز في “مساعدة العراق على وضع حدّ لمشكلة الطاقة، إذ يقول خبراء إن الكميات المهدورة، في حال معالجتها، يمكن أن توفّر الكهرباء لأكثر من ثلاثة ملايين منزل في العراق.
ومن مدخل البصرة تلوح سحب الدخان الأسود، المنبعث من حقل نهر بن عمر النفطي، في الأفق، رغم أن حقول النفط تبعد على الأقل نحو نصف ساعة عن مركز المدينة التي يقطنها ما يقارب مليونين ونصف مليون شخص.
ويعالج العراق حالياً 1,5 مليار قدم مكعب قياسي في اليوم من الغاز المصاحب، أي نصف الكميات التي تنبعث يومياً من هذه المادة.
وعادة ما يتم حرق الغاز عندما تقوم شركات الوقود الأحفوري بإشعال غاز الميثان الفائض من عمليات النفط بدلاً من حفظه في الأنابيب. وعند حرقه، ينبعث في الغلاف الجوي هذا الغاز السام من الغازات الدفيئة، والذي يعتبر أكثر تأثيرا بـ80 مرة على الاحترار العالمي من ثاني أكسيد الكربون.
وبعد روسيا، يأتي العراق في المرتبة الثانية بين الدول التي تُسجل فيها أعلى مستويات حرق الغاز في العالم.
ويبقى إشعال الغاز المُصاحب مُثيراً للجدل في العراق ليس لأنه ملوًِث للبيئة و يفاقم الاحتباس الحراري فقط، بل لأن مسؤولين عراقيين اعترفوا بوجود صلة بين التلوث النفطي الناتج عن الحرق والسرطان.
وكشف تقرير لوزارة الصحة العراقية أن التلوث الناجم عن صناعة النفط، من بين مصادر أخرى، هو السبب في ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان في البصرة