توصل باحثون إلى أن دواءً جديداً يُدعى إنليستيد (Inclisiran) يمكن أن يخفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) بشكل كبير، تصل إلى 60% لدى الأشخاص الذين عانوا من أمراض القلب والأوعية الدموية أو لديهم خطر مرتفع للإصابة بها. النتائج الأولية، التي عُرضت في اجتماعات جمعية القلب الأمريكية لعام 2025، تشير إلى أن هذا الدواء قد يمثل بديلاً فعالاً للعلاجات الحالية، خاصةً تلك التي تتطلب حقناً.
الدراسة شملت أكثر من 2900 بالغ، معظمهم ممن سبق لهم الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، أو الذين تم تشخيصهم بأنهم معرضون لخطر كبير للإصابة بهذه الأمراض خلال السنوات العشر القادمة. شارك جميع المشاركين في الدراسة الذين يعانون من ارتفاع في الكوليسترول الضار، على الرغم من التزامهم بنظام غذائي وعلاج دوائي لخفض الدهون.
إنليستيد وخفض الكوليسترول الضار: نتائج واعدة
أظهرت الدراسة أن إنليستيد، وهو دواء يُؤخذ عن طريق الفم، أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات الكوليسترول الضار (LDL) لدى المشاركين. وقالت الدكتورة آن ماري نافار، الباحثة الرئيسية في الدراسة، إن هذا الدواء قد يكون إضافة قوية إلى خيارات العلاج المتاحة لخفض الكوليسترول ومنع الأحداث القلبية الوعائية.
يعتبر ارتفاع الكوليسترول الضار أحد العوامل الرئيسية المسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية. وعلى الرغم من وجود علاجات فعالة لخفض الكوليسترول، مثل الستاتينات، إلا أن العديد من المرضى يجدون صعوبة في الوصول إلى المستويات الموصى بها. هنا يكمن الأهمية المحتملة لدواء مثل إنليستيد.
آلية عمل الدواء
ينتمي إنليستيد إلى فئة جديدة من الأدوية تُعرف بمثبطات PCSK9. تعمل هذه المثبطات عن طريق منع بروتين PCSK9 من الارتباط بمستقبلات LDL في الكبد، مما يسمح للكبد بإزالة المزيد من الكوليسترول الضار من مجرى الدم. في حين أن مثبطات PCSK9 الحالية تتطلب حقناً، فإن إنليستيد هو دواء يُؤخذ عن طريق الفم، مما يجعله أكثر ملاءمة للمرضى.
الأبحاث السابقة أثبتت بالفعل قدرة إنليستيد على خفض مستويات الكوليسترول، ولكن هذه الدراسة الجديدة تقدم دليلاً قوياً على فعاليته وسلامته على نطاق واسع. يشير التحليل إلى استمرار تأثير الدواء لمدة تصل إلى 52 أسبوعاً.
تفاصيل النتائج
بالإضافة إلى خفض الكوليسترول الضار بنسبة 60%، أظهرت الدراسة انخفاضاً بنسبة 53% في الكوليسترول الكلي (non-HDL cholesterol)، وهو مقياس يشمل جميع أنواع الكوليسترول باستثناء الكوليسترول الجيد (HDL). كما لوحظ انخفاض بنسبة 50% في ApoB، وهو البروتين الذي يشكل جزءاً من الجسيمات التي تحمل الكوليسترول الضار.
الأهم من ذلك، أظهرت الدراسة أيضاً انخفاضاً بنسبة 28% في Lp(a)، وهو نوع من الدهون في الدم يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية. لم يتم الإبلاغ عن زيادة كبيرة في الآثار الجانبية الخطيرة مقارنةً بالعلاج الوهمي.
تأثيرات محتملة على صحة القلب
يُمكن أن يكون لهذه النتائج تأثير كبير على طريقة علاج ارتفاع الكوليسترول في المستقبل. إذا تمت الموافقة عليه من قبل الهيئات التنظيمية مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، فقد يوفر إنليستيد خياراً علاجياً قيماً للمرضى الذين لا يستجيبون بشكل كافٍ للعلاجات الحالية أو الذين لا يتحملونها. يهدف العلاج الجديد إلى تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.
بالإضافة إلى ذلك، قد يساعد إنليستيد في منع حدوث أحداث قلبية وعائية خطيرة، مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية، لدى الأشخاص المعرضين للخطر. العلاج بإنليستيد قد يمثل نقطة تحول في الوقاية من أمراض القلب.
الخطوة التالية هي انتظار مراجعة الهيئات التنظيمية لبيانات الدراسة، ومن المتوقع أن يتم اتخاذ قرار بشأن الموافقة على الدواء في غضون عام. سيراقب الباحثون عن كثب البيانات طويلة المدى لتقييم الاستدامة الكاملة لفوائد إنليستيد وتحديد أي آثار جانبية محتملة غير متوقعة. سيكون من المهم أيضاً دراسة فعالية الدواء في مجموعات مختلفة من المرضى، بما في ذلك الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية أخرى.













