شنَّت روسيا هجومًا صاروخيًا واسع النطاق على أوكرانيا فجر الثلاثاء، مستهدفًا البنية التحتية الحيوية والمناطق السكنية، مما أدى إلى سقوط ضحايا وانقطاع الخدمات الأساسية. يأتي هذا التصعيد في خضم جهود دبلوماسية مستمرة للتوصل إلى حل للحرب في أوكرانيا، مع تواصل المفاوضات بوساطة أمريكية.
استهدفت الصواريخ الروسية العاصمة كييف ومدنًا أخرى، بما في ذلك أوديسا ودنيبروفسكي، وفقًا للسلطات الأوكرانية. وأفادت التقارير بمقتل ستة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات، بالإضافة إلى تسبب الهجمات في انقطاع التيار الكهربائي والمياه عن بعض المناطق. وفي المقابل، أعلنت روسيا عن وقوع هجوم أوكراني على منطقة روستوف، مما أسفر عن مقتل ثلاثة وإصابة عشرة آخرين.
تصعيد القتال وجهود السلام المتواصلة
أعلنت وزارة الطاقة الأوكرانية أن البلاد تعرضت لـ “هجوم ضخم مركَّب”، مما يشير إلى استخدام أنواع مختلفة من الأسلحة في الهجوم. وأكد رئيس الإدارة العسكرية في كييف، تيمور تكاتشينكو، أن روسيا تستهدف بشكل متعمَّد البنية التحتية المدنية والمساكن، وهو ما يثير قلقًا بالغًا بشأن حماية المدنيين.
في الوقت نفسه، تتواصل الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل للحرب في أوكرانيا. أفاد مسؤول أمريكي لشبكة سي إن إن أن وزير الجيش الأمريكي، دان دريسكول، عقد اجتماعات مع مسؤولين روس في أبو ظبي لمناقشة مقترح لإنهاء الصراع. تهدف هذه الاجتماعات إلى تمهيد الطريق لمحادثات رفيعة المستوى في المستقبل.
المفاوضات الأمريكية الروسية
تأتي هذه الاجتماعات في أعقاب جولة دبلوماسية في جنيف، حيث ناقش مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون مقترحًا من 28 نقطة، صاغته الولايات المتحدة بمشاركة روسية وأوكرانية. وأشار وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، إلى أن الهدف من هذا المقترح هو إيجاد أرضية مشتركة لإنهاء القتال.
أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن المسودة الجديدة للخطة تتضمن الآن “نقاطًا أقل من 28″، مشيرًا إلى أن العديد من الملاحظات الأوكرانية قد أُخذت في الاعتبار. وأضاف أنه سيناقش القضايا الحساسة مع الرئيس ترامب.
لم يصدر الكرملين تعليقات مفصلة حول الخطة الأمريكية، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن المقترح “يمكن من حيث المبدأ أن يشكل أساسًا لتسوية سلام نهائية”. وأضاف أن النسخة التي اطلع عليها تتوافق مع المناقشات السابقة.
تأثير الحرب على البنية التحتية والمدنيين
تسببت الهجمات الروسية في أضرار جسيمة للبنية التحتية الأوكرانية، بما في ذلك محطات الطاقة وشبكات المياه. ويواجه المدنيون صعوبات متزايدة في الحصول على الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه النظيفة. وتشير التقارير إلى أن الهجمات الروسية تزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في أوكرانيا.
بالإضافة إلى ذلك، أدت الهجمات إلى نزوح المزيد من المدنيين من منازلهم، مما يزيد الضغط على الموارد المتاحة. وتواجه أوكرانيا تحديات كبيرة في توفير المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب.
تعتبر منطقة روستوف الروسية، التي تعرضت لهجوم أوكراني، منطقة حدودية تشهد توترات متزايدة. وأفاد الحاكم يوري سليوسار بمقتل ثلاثة وإصابة عشرة آخرين، مما يشير إلى أن الصراع يتوسع ليشمل مناطق أبعد عن خطوط القتال الرئيسية.
من المتوقع أن تستمر المفاوضات الدبلوماسية في الأيام المقبلة، مع التركيز على إيجاد حلول عملية لإنهاء الصراع. ومع ذلك، لا تزال هناك العديد من العقبات التي تعترض طريق التوصل إلى اتفاق سلام، بما في ذلك الخلافات حول الوضع المستقبلي للأراضي المتنازع عليها. وستراقب الأوساط الدولية عن كثب تطورات الوضع، مع الأخذ في الاعتبار المخاطر المتزايدة لتصعيد الحرب.












