فتحت السلطات المحلية في محافظة مأرب اليمنية، قنوات سد مأرب التاريخي بعد إغلاق استمر نحو ستة أشهر، وذلك إيذانًا ببدء الموسم الزراعي الجديد. تهدف هذه الخطوة إلى توفير المياه للمزارع ودعم الآبار الارتوازية، وهو أمر بالغ الأهمية لأكثر من 80% من سكان المحافظة الذين يعتمدون على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل. وتشهد مأرب حاليًا تحسنًا في الأوضاع الأمنية مما ساهم في تسهيل هذه العملية الحيوية.
يحتوي سد مأرب على حوالي 4 ملايين متر مكعب من المياه، والتي تتدفق عبر قناة رئيسية تتفرع إلى شبكة واسعة من القنوات المائية تغطي مديريتي المدينة والوادي بطول إجمالي يقارب 200 كيلومتر. هذه القنوات تعتبر شريان الحياة للزراعة في المنطقة، وتساهم بشكل كبير في توفير المياه للمحاصيل المتنوعة التي تشتهر بها المحافظة.
أهمية فتح سد مأرب للمزارعين
تعتبر مأرب من المناطق الزراعية الهامة في اليمن، حيث تنتج محاصيل متنوعة مثل البطاطس والطماطم والبصل والقمح والسمسم والحمضيات. يعتبر توفير المياه خلال الموسم الزراعي الشتوي أمرًا حيويًا لنجاح هذه المحاصيل، خاصةً مع التحديات المناخية وتزايد الطلب على الغذاء. هذه العملية تساهم أيضًا في دعم الأمن الغذائي على المستوى المحلي.
تعتمد المزارع بشكل أساسي على طريقتين للري باستخدام مياه السد: الري المباشر من القنوات باستخدام المضخات، وتغذية المياه الجوفية والآبار الارتوازية. يتيح ذلك للمزارعين الوصول إلى المياه بشكل مستدام، ويقلل من الاعتماد على المصادر الأخرى التي قد تكون محدودة أو غير مضمونة.
تأثير إغلاق السد السابق
أدى الإغلاق السابق للسد إلى انخفاض منسوب المياه في الآبار الارتوازية، مما تسبب في أضرار لبعض المزارع. ولكن مع فتح القنوات، بدأت المياه تعود تدريجيًا إلى الآبار، مما أعطى الأمل للمزارعين في استعادة إنتاجيتهم. وأكد المزارعون أن التأخير في فتح القنوات يؤثر سلبًا على المحاصيل ويقلل من فرص تحقيق أرباح جيدة.
السد كمتنفس للسكان
بالإضافة إلى أهميته الزراعية، أصبح سد مأرب وقنواته مكانًا مفضلًا للسكان المحليين والنازحين. يقصد العديد من العائلات القنوات للتنزه والاستمتاع بالمناظر الطبيعية، مما يوفر لهم متنفسًا في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن. هذه القنوات أصبحت رمزًا للأمل والتجديد.
وصرّح أحد النازحين، “نحن من النازحين في محافظة مأرب، جئنا إلى هنا لنغير الأجواء ونشاهد هذه المناظر الجميلة. هذا المكان هو متنفس لجميع النازحين وسكان مأرب، وله أهمية معنوية كبيرة بعد الحرب والتهجير.”
وفي سياق متصل، أفاد مواطن آخر بأن توفر الأمن والاستقرار والمناظر الطبيعية الخلابة شجع الكثيرين على زيارة القنوات، موجزاً القول “هذا المكان يعيد النظر إلى الحياة ويجدد الوجدان”.
الخطوات المستقبلية وتوقعات الإنتاج الزراعي
تتوقع الجهات المعنية أن يستغرق الأمر بضعة أيام لتصل المياه إلى أبعد القنوات في مديرية الوادي بشكل كامل. ويراقب المسؤولون الآن تدفق المياه عن كثب، ويقومون بتقييم الأثر الفوري على الموسم الزراعي، مع الأخذ في الاعتبار أي تحديات محتملة قد تواجه عملية الري.
يظل الوضع الاقتصادي العام في اليمن، والتغيرات المناخية، عوامل مؤثرة على حجم الإنتاج الزراعي المتوقع خلال الأشهر القادمة.













