تحدث الانقلاب الشتوي يوم الأحد المقبل الموافق 22 ديسمبر 2024 في تمام الساعة 06:03 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، وفقًا للحسابات الفلكية التي أوضحتها الجمعية الفلكية بجدة. يمثل هذا الحدث الفلكي بداية فصل الشتاء في النصف الشمالي للكرة الأرضية، والذي يستمر لمدة تقارب 89 يومًا. في المقابل، يشهد النصف الجنوبي من الكرة الأرضية بداية فصل الصيف.
يأتي هذا التوقيت بالتزامن مع اهتمام متزايد بالأحداث الفلكية وتأثيراتها على الطقس والمناخ، خاصة مع التغيرات المناخية التي يشهدها العالم. ستكون هذه فرصة للمراقبين الفلكيين وهواة علم الفلك لتوثيق هذا الحدث المهم ومراقبة تأثيره على طول النهار والليل.
ما هو الانقلاب الشتوي وأهميته الفلكية؟
الانقلاب الشتوي هو اللحظة التي تصل فيها الشمس إلى أقصى نقطة جنوب في السماء، كما يُرى من النصف الشمالي للكرة الأرضية. يحدث هذا بسبب ميل محور الأرض بمقدار 23.5 درجة أثناء دورانها حول الشمس، وهو ما يؤدي إلى اختلاف كمية أشعة الشمس التي تصل إلى كل نصف من الأرض على مدار العام. هذا الميل ليس نتيجة لقرب أو بعد الأرض عن الشمس، بل هو نتيجة لاتجاه محور الدوران.
تأثير الانقلاب الشتوي على طول النهار والليل
خلال الانقلاب الشتوي، يكون النهار أقصر من 12 ساعة في معظم المواقع شمال خط الاستواء. بينما، في الوقت ذاته، يكون النهار أطول من 12 ساعة في النصف الجنوبي للكرة الأرضية. وبشكل خاص، داخل الدائرة القطبية الشمالية (خط عرض 66.5 درجة شمالاً)، لا تشرق الشمس على الإطلاق، مما يؤدي إلى استمرار الليل طوال اليوم.
في المقابل، داخل الدائرة القطبية الجنوبية (خط عرض 66.5 درجة جنوباً)، تبقى الشمس فوق الأفق على الدوام خلال هذه الفترة، مما يخلق ظاهرة “شمس منتصف الليل”. هذه الظواهر تُعتبر دليلًا قاطعًا على كروية الأرض، حيث لا يمكن تفسيرها إذا كانت الأرض مسطحة.
ظواهر طبيعية مرتبطة بالانقلاب الشتوي
بالإضافة إلى اختلاف طول النهار والليل، يلاحظ خلال الانقلاب الشتوي تأخر وقت الفجر وشروق الشمس من أقصى الجنوب الشرقي. كما أن مسار الشمس في السماء يكون منخفضًا، وتكون الظلال أطول ما يمكن خلال العام عند الزوال. هذه التغيرات تؤثر على درجات الحرارة وأنماط الطقس في المناطق المختلفة.
هذه التغيرات في زاوية سقوط أشعة الشمس تؤدي إلى اختلاف في توزيع الطاقة الشمسية على سطح الأرض، مما يؤثر على درجات الحرارة وأنماط الطقس المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر هذه التغيرات على الحياة النباتية والحيوانية، حيث تستعد بعض الكائنات الحية لفصل الشتاء من خلال الهجرة أو السبات.
تفسير علمي لظاهرة الانقلاب الشتوي
يشرح المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن الانقلاب الشتوي هو جزء طبيعي من حركة الأرض حول الشمس. بعد وصول الشمس إلى أقصى نقطة جنوب في السماء، يبدأ مسارها الظاهري في التحرك نحو الشمال تدريجيًا مع استمرار دوران الأرض في مدارها. هذا التحرك التدريجي يؤدي إلى زيادة ساعات النهار تدريجيًا مع مرور الأيام.
يستمر هذا التغيير حتى الوصول إلى الاعتدال الربيعي، والذي من المتوقع حدوثه في 20 مارس 2026، حيث تتساوى ساعات الليل والنهار. هذا الانتقال التدريجي من الشتاء إلى الربيع هو دليل آخر على حركة الأرض وتأثيرها على الفصول.
يُعتبر فهم فصول السنة، بما في ذلك الانقلاب الشتوي، جزءًا أساسيًا من علم الفلك وعلم المناخ. لاحظ علماء الفلك عبر التاريخ هذه الدورات المنتظمة واستخدموها لتطوير التقويمات وتحديد أوقات الزراعة والحصاد.
ومع التطورات الحديثة في مجال علم الفلك، أصبح لدينا فهم أكثر دقة للآليات التي تؤدي إلى حدوث هذه الظواهر. علم المناخ، أيضًا، يستفيد من هذه المعرفة لفهم التغيرات في أنماط الطقس وتأثيراتها على البيئة والبشر.
بعد الانقلاب الشتوي القادم، ستستمر الأيام في الزيادة التدريجية في ساعات النهار حتى الاعتدال الربيعي في مارس 2026. من المهم مراقبة هذه التغيرات والتأمل في العلاقة الوثيقة بين الأرض والشمس. ستظل الجمعية الفلكية بجدة تقدم التحديثات حول الأحداث الفلكية القادمة، وتساهم في نشر المعرفة الفلكية بين الجمهور.













