تعد السكتة الدماغية حالة طبية طارئة تتطلب تدخلًا سريعًا. وفقًا لمدينة الملك فهد الطبية، فإن العلاج الفوري يمكن أن يقلل بشكل كبير من الأضرار التي تلحق بالدماغ والمضاعفات الصحية المحتملة. تتسبب السكتة الدماغية في خسائر كبيرة في القدرات الحركية والكلامية لدى المصابين، وتعتبر من الأسباب الرئيسية للإعاقة طويلة الأمد والوفاة حول العالم.
أعلنت مدينة الملك فهد الطبية عن أبرز العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض، وذلك عبر منشور توعوي على منصة “إكس” (تويتر سابقًا). يهدف هذا الإعلان إلى زيادة الوعي المجتمعي حول كيفية الوقاية من السكتة الدماغية وتقليل تأثيرها على الصحة العامة في المملكة العربية السعودية.
فهم عوامل الخطر المرتبطة بـ السكتة الدماغية
تتعدد العوامل التي تساهم في زيادة احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية. وزيادة الوزن والسمنة من بين هذه العوامل، حيث يرتبطان بمشاكل صحية أخرى تزيد من الخطر. بالإضافة إلى ذلك، فإن قلة النشاط البدني تعد أيضًا من العوامل المساهمة، حيث يساعد النشاط المنتظم على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية.
عوامل نمط الحياة
يؤكد خبراء الصحة على أن بعض عوامل نمط الحياة تلعب دورًا كبيرًا في الوقاية من السكتة الدماغية. تدخين السجائر، سواء كان مباشرًا أو من خلال التعرض للتدخين السلبي، يعتبر من أبرز هذه العوامل. كما أن ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم يزيد من خطر تراكم الدهون في الشرايين، مما قد يؤدي إلى انسدادها وبالتالي زيادة احتمالية حدوث السكتة الدماغية.
الحالات الصحية المزمنة
ليست عوامل نمط الحياة فحسب، بل إن وجود بعض الحالات الصحية المزمنة يزيد أيضًا من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك الرجفان الأذيني وارتفاع ضغط الدم، تعتبر من أهم هذه الحالات. انقطاع النفس الانسدادي النومي، وهو اضطراب في التنفس أثناء النوم، مرتبط أيضًا بزيادة خطر السكتة الدماغية، وكذلك داء السكري.
التعرف على أعراض السكتة الدماغية
من الضروري معرفة أعراض السكتة الدماغية، حتى يتم التدخل السريع وتلقي العلاج المناسب. تتضمن هذه الأعراض ظهور صداع مفاجئ وشديد، وشلل أو خدر في الوجه أو الذراع أو الساق، وغالبًا ما يكون هذا الخدر في جانب واحد من الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، قد يواجه المصاب صعوبة في المشي أو الحفاظ على توازنه، ومشكلات في الكلام والفهم، والتي قد تتجلى في التلعثم أو عدم القدرة على تكوين جمل واضحة. قد يشكو البعض أيضًا من مشاكل في الرؤية، مثل عدم وضوح الرؤية في عين واحدة أو كلتيهما، أو رؤية مزدوجة.
استراتيجيات الوقاية من السكتة الدماغية
توجد العديد من الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها لتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. تعتبر ممارسة التمارين الرياضية بانتظام من أهم هذه الاستراتيجيات، حيث تساعد على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية والحفاظ على وزن صحي. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الأفراد تقليل كمية الكوليسترول والدهون المشبعة في نظامهم الغذائي، واتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات.
الإقلاع عن التدخين هو خطوة أساسية في الوقاية من السكتة الدماغية. يجب أيضًا الحرص على التحكم في ضغط الدم ومستويات السكر في الدم، من خلال اتباع تعليمات الطبيب وتناول الأدوية الموصوفة بانتظام. هذه الإجراءات الوقائية تساعد على الحفاظ على صحة الأوعية الدموية وتقليل خطر حدوث انسدادات.
الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم له دور كبير في تقليل خطر الإصابة بـ السكتة الدماغية. ينصح بإجراء فحوصات طبية دورية للكشف المبكر عن أي مشكلات صحية واتخاذ الإجراءات اللازمة لعلاجها.
مع استمرار جهود التوعية الصحية وتنفيذ برامج الوقاية، من المتوقع أن تشهد معدلات الإصابة بالسكتة الدماغية انخفاضًا تدريجيًا في المستقبل. تجري حاليًا دراسات لتقييم فعالية تدخلات جديدة في مجال الوقاية والعلاج، وسيتم الإعلان عن نتائجها في الأشهر القادمة. من المهم متابعة التطورات في هذا المجال والالتزام بتوصيات الصحة العامة.













