أعاد فندق “Walled Off Hotel” في بيت لحم، والذي يشتهر بأعمال الفنان بانكسي، فتح أبوابه للجمهور في 13 ديسمبر بعد توقف دام حوالي عامين. ويعتبر هذا الفندق، الذي يقع في الضفة الغربية، وجهة فريدة من نوعها تجمع بين الفن والإقامة، ويساهم في دعم السياحة في بيت لحم. يأمل القائمون على الفندق في استعادة تدفق السياح مع تحسن الأوضاع الأمنية.
يقع الفندق في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية، ويطل مباشرة على جدار الفصل الإسرائيلي. وقد تم إغلاق الفندق في وقت سابق بسبب تداعيات الصراع في غزة، مما أثر بشكل كبير على حركة السياح في المنطقة. ويعتبر إعادة افتتاحه علامة إيجابية على عودة الحياة الطبيعية إلى المدينة، على الرغم من استمرار التوترات في المناطق المجاورة.
عودة الحياة إلى فندق بانكسي في بيت لحم
أكد وسام سلسع، المدير العام للفندق، أن إدارة الفندق كانت تخطط لجعله مفتوحًا بشكل دائم. ومع ذلك، أجبرتهم الظروف الأمنية المتدهورة على إغلاقه مؤقتًا. وأضاف أن السياحة بدأت تعود تدريجيًا، معربًا عن تفاؤله باستقبال المزيد من الزوار في الأشهر القادمة.
يُعد فندق “Walled Off Hotel” أكثر من مجرد مكان للإقامة؛ فهو بمثابة معرض فني حي يعرض أعمال بانكسي وغيرها من الفنانين المحليين. تتميز الغرف بتصميم فريد مستوحى من الفن والثقافة الفلسطينية، مما يوفر تجربة إقامة لا تُنسى للزوار. بالإضافة إلى ذلك، يهدف الفندق إلى تسليط الضوء على القضية الفلسطينية من خلال الفن.
تأثير جدار الفصل على الفندق
يُعتبر جدار الفصل الإسرائيلي جزءًا لا يتجزأ من هوية الفندق وموقعه. وقد استغل بانكسي هذا الجدار كلوحة فنية لعرض رسوماته التي تنتقد الاحتلال وتدعو إلى السلام. يستطيع الزوار رؤية هذه الرسومات مباشرة من غرف الفندق، مما يضيف بعدًا سياسيًا وثقافيًا لتجربتهم.
بُني الجدار في أعقاب الانتفاضة الثانية عام 2000، بحجة توفير الأمن للإسرائيليين. لكن الفلسطينيين يعتبرونه عائقًا أمام حريتهم وحركة تنقلهم، بالإضافة إلى كونه تجسيدًا ماديًا للاحتلال. وقد أثار بناء الجدار جدلاً واسعًا على الصعيدين الدولي والمحلي.
الوضع السياحي في بيت لحم
شهد قطاع السياحة في فلسطين، وخاصة في بيت لحم، تراجعًا كبيرًا في السنوات الأخيرة بسبب الصراعات والقيود المفروضة على الحركة. تعتبر السياحة مصدرًا رئيسيًا للدخل والتوظيف في المدينة، وتساهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد المحلي.
وفقًا لوزارة السياحة والآثار الفلسطينية، انخفض عدد السياح الذين زاروا فلسطين في عام 2023 بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات السابقة. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن هناك علامات على التعافي، خاصة مع تحسن الأوضاع الأمنية وتخفيف القيود على السفر.
يعتبر الفندق إضافة مهمة لجهود تعزيز السياحة الثقافية في بيت لحم. فهو يجذب السياح المهتمين بالفن والثقافة الفلسطينية، ويوفر لهم فرصة فريدة للتعرف على المدينة وقضيتها. بالإضافة إلى ذلك، يساهم الفندق في دعم الفنانين المحليين من خلال عرض أعمالهم وتقديم الدعم المالي لهم.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه قطاع السياحة في بيت لحم. تشمل هذه التحديات استمرار التوترات السياسية والأمنية، وصعوبة الوصول إلى المدينة بسبب القيود المفروضة على الحركة، ونقص الاستثمارات في البنية التحتية السياحية.
في المقابل، هناك جهود مستمرة تبذلها الحكومة الفلسطينية والمنظمات الدولية لتطوير قطاع السياحة في فلسطين. تشمل هذه الجهود تحسين البنية التحتية السياحية، وتسهيل إجراءات السفر، والترويج للسياحة الفلسطينية في الأسواق العالمية.
تعتبر عودة فندق “Walled Off Hotel” إلى العمل خطوة إيجابية في جهود إحياء السياحة في بيت لحم. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به لضمان استدامة هذا القطاع الحيوي.
من المتوقع أن تقوم إدارة الفندق بتقييم الوضع الأمني والسياحي في الأشهر القادمة لتحديد الخطوات التالية. كما ستعمل على تطوير برامج وأنشطة جديدة لجذب المزيد من الزوار. ويجب مراقبة تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة، بالإضافة إلى استجابة السياح لعودة الفندق، لتقييم تأثير ذلك على قطاع السياحة في الضفة الغربية.












