قبل أكثر من أربعة عقود، تخيل الكاتب ستيفن كينغ عالماً ديستوبياً مرعباً تُبث فيه برامج ألعاب قاتلة عبر الشاشات. واليوم، يعود هذا العالم إلى الحياة مع فيلم “ذا رَننغ مان” (The Running Man) من إخراج إدغار رايت، وهو إعادة تصور لقصة كينغ الكلاسيكية التي تعيد النظر في العلاقة بين الترفيه والعنف في المجتمع الحديث. الفيلم، الذي صدر في 12 نوفمبر 2025، يثير تساؤلات حول مستقبل الإعلام والواقع.
النسخة الجديدة من “ذا رَننغ مان” تجمع بين الإثارة البصرية والرسالة الاجتماعية العميقة، وتضم فريق عمل مميزاً بقيادة غلين باول، وجوش برولين، وكولمان دومينغو. الفيلم يطرح أسئلة حول الأخلاق، والعدالة، وتأثير وسائل الإعلام على سلوكنا.
“ذا رَننغ مان”: رؤية كينغ تتحول إلى واقع سينمائي
تدور أحداث الفيلم في مستقبل بائس حيث يشارك بن ريتشاردز، الذي يجسده غلين باول، في برنامج ألعاب تلفزيوني مميت يسمى “ذا رَننغ مان” بهدف كسب المال لعلاج ابنته المريضة. يواجه ريتشاردز مطاردة وحشية من قبل قتلة محترفين، بينما يشاهد الملايين حول العالم الحدث على الهواء مباشرة.
يقول باول: “هذا الدور يمثل تحدياً كبيراً، حيث يجسد شخصية رجل عادي يواجه نظاماً قمعياً. إنه يقاتل من أجل البقاء ومن أجل حماية عائلته، وهذا ما يجعله شخصية قوية ومؤثرة.”
الفيلم مقابل النسخة الأصلية: مقاربة جديدة لرواية كينغ
تختلف نسخة إدغار رايت عن فيلم 1987 الذي قام ببطولته أرنولد شوارزنيغر. بينما ركز الفيلم السابق على مشاهد الأكشن المثيرة، يركز رايت على الجوانب الاجتماعية والفلسفية للرواية الأصلية. يهدف الفيلم الجديد إلى تقديم تحليل أعمق للنظام الإعلامي الفاسد الذي يستغل معاناة الناس لتحقيق أرباح.
أشاد ستيفن كينغ بنفسه بالفيلم الجديد، واصفاً إياه بأنه “الأقرب إلى روح الرواية”. وأضاف كينغ عبر منصة “إكس”: “هذا الفيلم يجسد القصة التي كنت أتمنى رؤيتها على الشاشة.”
التأثيرات الاجتماعية والثقافية للفيلم
يثير “ذا رَننغ مان” نقاشاً حول تأثير وسائل الإعلام على المجتمع، وقدرتها على تشويه الحقائق والتلاعب بالرأي العام. كما يسلط الضوء على مشكلة الفوارق الطبقية والظلم الاجتماعي، وكيف يمكن أن تؤدي هذه المشاكل إلى العنف والفوضى. الفيلم يطرح أسئلة مهمة حول مستقبل الترفيه، وما إذا كان يمكن أن يتحول إلى أداة للقمع والاستغلال.
يضيف جوش برولين، الذي يلعب دور دان كيليان، المنتج التلفزيوني الشرير: “كيليان ليس مجرد شخصية شريرة، بل هو تجسيد للجانب المظلم في الطبيعة البشرية. إنه يمثل القوة التي تستغل معاناة الآخرين لتحقيق أهدافها الخاصة.”
مستقبل “ذا رَننغ مان” وتأثيره المحتمل
من المتوقع أن يحقق الفيلم نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر، وأن يثير نقاشاً واسعاً حول القضايا التي يطرحها. من المرجح أن يلهم الفيلم أعمالاً فنية أخرى، وأن يؤثر على طريقة تفكيرنا في وسائل الإعلام والترفيه.
في الأسابيع القادمة، سيتم تحليل الفيلم من قبل النقاد والجمهور على حد سواء، وسيتم تقييم تأثيره على الثقافة الشعبية. من المهم مراقبة ردود الفعل على الفيلم، وكيف سيساهم في تشكيل النقاش العام حول مستقبل الإعلام والمجتمع. من غير الواضح حتى الآن ما إذا كان الفيلم سيؤدي إلى تغييرات ملموسة في طريقة تعاملنا مع وسائل الإعلام، ولكن من المؤكد أنه سيثير تساؤلات مهمة حول دورها في حياتنا.












