واصلت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية في قطاع غزة، بما في ذلك تفجير مبانٍ داخل “الخط الأصفر” على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار القائم. يأتي هذا التصعيد بعد يوم من وقوع العديد من الضحايا في خرق واضح للاتفاق، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الهدنة وجهود التوصل إلى حل دائم. وتعتبر هذه التطورات الأخيرة بمثابة تحدٍ كبير لجهود الوساطة الدولية الرامية إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة وتجنب مزيد من التصعيد في العنف.
ووفقًا لمراسل الجزيرة، نفذت القوات الإسرائيلية عمليات تفجير في محيط مدينة رفح، بالإضافة إلى مناطق أخرى شرقي مدينة غزة، ضمن نطاق “الخط الأصفر”. كما أفاد المراسل بتنفيذ 10 غارات جوية في المناطق الشرقية لمدينة خان يونس. وتأتي هذه التحركات العسكرية في ظل اتهامات متبادلة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بانتهاك بنود اتفاق وقف إطلاق النار.
الوضع الميداني وتصعيد التوترات في غزة
أفاد مكتب الإعلام الحكومي في غزة بسقوط 24 شهيدًا في غارات إسرائيلية استهدفت أحياء في مدينة غزة ومخيمي النصيرات والبريج يوم السبت الماضي. وبذلك، يرتفع العدد الإجمالي للشهداء منذ بدء سريان وقف إطلاق النار إلى 342 شخصًا. ويعكس هذا الارتفاع في عدد الضحايا مدى هشاشة الوضع الإنساني والأمني في القطاع.
وقال مكتب الإعلام إن من بين الضحايا 5 فلسطينيين استشهدوا نتيجة استهداف سيارة مدنية في حي الرمال بمدينة غزة. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الغارة استهدفت مسؤولًا في قسم التسلح بحركة حماس، وأنها جرت بالتنسيق مع جهات أمريكية. هذه المزاعم تثير المزيد من الجدل حول طبيعة الأهداف التي تستهدفها القوات الإسرائيلية، ومدى التزامها بحماية المدنيين.
ردود الفعل الفلسطينية واتهامات بالانتهاك
دعت حركة حماس الوسطاء الدوليين إلى التدخل الفوري لوقف الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وطالبت الحركة بضرورة الضغط على إسرائيل للكشف عن هوية مسلح زعمت أنه حاول مهاجمة قواتها، وهو ما استُخدم كمبرر لشن غارات مكثفة. وتؤكد حماس أن إسرائيل تتهرب من التزاماتها بموجب الاتفاق.
صرح القيادي في حركة حماس، عزت الرشق، بأن إسرائيل “تختلق الذرائع للتهرب من الاتفاق والعودة إلى حرب الإبادة”. وأضاف أن إسرائيل هي من ينتهك الاتفاق بشكل يومي ومنهجي. هذه التصريحات تعكس حالة الغضب والإحباط التي تسود الأوساط الفلسطينية نتيجة استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.
خلفية اتفاق وقف إطلاق النار وجهود السلام
دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية بين حماس وإسرائيل، حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الماضي. ويستند هذا الاتفاق إلى خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الصراع. ومع ذلك، شهد الاتفاق العديد من الخروقات منذ ذلك الحين، مما يعيق جهود تحقيق السلام الدائم.
يأتي هذا الاتفاق في أعقاب حرب استمرت لمدة عامين، بدأت في السابع من أكتوبر عام 2023، وخلفت دمارًا هائلاً في قطاع غزة. وتسببت الحرب في استشهاد أكثر من 69 ألف فلسطيني وإصابة ما يزيد عن 170 ألف آخرين. كما أدت إلى تدمير حوالي 90% من البنية التحتية المدنية في القطاع. إن حجم الدمار والخسائر البشرية يمثل تحديًا كبيرًا لعملية إعادة الإعمار والتنمية في غزة.
وتعتمد جهود الوساطة الدولية بشكل كبير على الدور الذي تلعبه مصر وقطر، بالإضافة إلى الولايات المتحدة والأمم المتحدة. تسعى هذه الأطراف إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة ومنع مزيد من التصعيد. ومع ذلك، تواجه جهود الوساطة صعوبات كبيرة بسبب تعقيدات الوضع السياسي والأمني، والاختلافات الجوهرية في المواقف بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
تداعيات وانتهاكات وقف إطلاق النار
تزيد الانتهاكات المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار من تعقيد الوضع الإنساني في غزة. فالعمليات العسكرية الإسرائيلية تعيق وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين. كما أن الخوف المستمر من القصف والقصف يدفع الكثير من الفلسطينيين إلى النزوح من منازلهم والبحث عن ملاذ آمن. (وقف إطلاق النار يواجه تحديات كبيرة).
إن استمرار الوضع الحالي يهدد بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار وعودة العنف. (الأوضاع في غزة) تتطلب حلولًا عاجلة ومستدامة. (الاشتباكات في غزة) تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وتقويض جهود السلام. (الهدنة في غزة) مرهونة بالتزام الطرفين ببنود الاتفاق وتجنب أي تصعيد جديد.
يتوقع المراقبون استمرار الجهود الدولية للوساطة بين حماس وإسرائيل. من المرجح أن تركز هذه الجهود على معالجة الخروقات المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، وإعادة فتح المعابر الحدودية. إلا أن نجاح هذه المساعي يظل غير مؤكدًا، نظرًا لتعقيدات الوضع الإقليمي وتباين المصالح. وستظل تطورات الأيام القليلة القادمة حاسمة لتحديد مستقبل الهدنة واحتمالات التوصل إلى حل سياسي شامل للصراع.












