وافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على بيع الطائرات المقاتلة من طراز إف-35 للسعودية، الأمر الذي يعزز مكانة هذه الطائرات كأحد أهم الصادرات العسكرية الأميركية ويوسع نطاق اعتمادها دولياً. يأتي هذا الإعلان في خضم زيارة رسمية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة، شهدت توقيع سلسلة من الاتفاقيات الهادفة إلى تعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مجالات الدفاع والاقتصاد.
أفاد بيان صادر عن البيت الأبيض بتوقيع اتفاق ثنائي للدفاع الاستراتيجي بين ترامب والأمير محمد بن سلمان، بالإضافة إلى صفقة دفاعية كبيرة تتضمن تسليم مقاتلات إف-35 في المستقبل القريب، واتفاق منفصل لشراء السعودية ما يقرب من 300 دبابة أميركية. تُعد هذه الخطوة تأكيداً لاهتمام متزايد من قبل العديد من الدول في جميع أنحاء العالم باقتناء طائرات إف-35.
تكلفة إنتاج وصيانة طائرات إف-35
شركة لوكهيد مارتن هي المصنع الرئيسي لطائرات إف-35، وهي شركة أمريكية متخصصة في المقاولات الدفاعية مقرها في ولاية ماريلاند. تقوم الشركة بإنتاج ما يتراوح بين 150 و190 طائرة حربية سنوياً، وفقًا لبيانات الصناعة. وسلمت الشركة 110 طائرة في العام الماضي، ليصل إجمالي عدد الطائرات التي تم تصنيعها وتصديرها منذ عام 2006 إلى 1255 طائرة.
وتشير التقديرات إلى أن تكلفة إنتاج الطائرة الواحدة تتراوح بين 80 و110 ملايين دولار أمريكي، اعتمادًا على الطراز المحدد والطلبات الخاصة. هذا بالإضافة إلى تكاليف الصيانة والتشغيل والتحديث التي تقدر بمئات الملايين من الدولارات على مدى عمر الطائرة التشغيلي.
زبائن دوليون لطائرات إف-35
تعتبر وزارة الدفاع الأمريكية أكبر مشغل لطائرات إف-35 في العالم، حيث تمتلك أسطولاً قوامه 1763 طائرة من مختلف الطرازات. وبعد الولايات المتحدة، تأتي اليابان كأكبر زبون دولي، حيث طلبت 147 طائرة إف-35 كجزء من استراتيجيتها لتعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة التحديات الإقليمية.
وتعمل كل من كوريا الجنوبية وأستراليا أيضًا على توسيع أساطيلهما من طائرات إف-35، حيث تسعى كوريا الجنوبية إلى امتلاك 60 طائرة، بينما استلمت أستراليا جميع الطائرات الـ 72 التي طلبتها. في أوروبا، تواصل دول مثل بريطانيا وإيطاليا والدنمارك توسيع أساطيلها من هذه المقاتلة المتطورة.
حتى الآن، لا تزال إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تشغل طائرات إف-35، وتمتلك أسطولًا من 75 طائرة من طراز معدل خصيصًا لتلبية احتياجاتها الأمنية. بينما لم تقتني أي دولة عربية أو أفريقية أو في أمريكا اللاتينية هذه المقاتلة حتى الآن، إلا أن هناك اهتماماً متزايداً بـ الطائرات المقاتلة من هذا الطراز.
مواصفات إف-35 التكنولوجية
تحظى طائرات إف-35 بشعبية كبيرة في السوق العالمية بفضل قدراتها التكنولوجية المتقدمة، والتي تشمل التخفي، وأجهزة الاستشعار المتطورة، وأنظمة القتال المتكاملة. تمكن هذه الخصائص الطيارين من اختراق الدفاعات الجوية للعدو، وتنفيذ مهام استطلاعية، وضرب الأهداف بدقة عالية. تعتبر هذه الطائرة نقلة نوعية في مجال التكنولوجيا العسكرية.
تتميز طائرة إف-35 بأنها مقاتلة من الجيل الخامس، وهي تعتمد على تقنيات مثل الطلاءات الماصة للرادار وأنظمة الاستشعار المتطورة لتقليل بصمتها الرادارية وزيادة قدرتها على الرصد والتتبع. هذه الخصائص تجعل من الصعب على العدو اكتشافها وتحديد موقعها.
تأثيرات الصفقة على ميزان القوة الإقليمي
من المرجح أن تؤدي صفقة بيع طائرات إف-35 إلى تعزيز القدرات الدفاعية للسعودية وزيادة نفوذها الإقليمي. كما أنها ستساهم في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، والتي تعتبر حجر الزاوية في السياسة الإقليمية الأمريكية. هذا بالإضافة إلى تعزيز الصناعات الدفاعية الأمريكية.
وبالنظر إلى التوترات الجيوسياسية المتزايدة في المنطقة، فإن هذه الصفقة قد تؤدي إلى ردود فعل من قبل دول أخرى تسعى إلى الحفاظ على توازن القوى. ومن المتوقع أن تشهد المنطقة سباق تسلح جديد في السنوات القادمة، وأن تزيد المنافسة على اقتناء الأسلحة المتطورة.
في الختام، يمثل بيع طائرات إف-35 للسعودية تطوراً هاماً في مجال المبيعات العسكرية الأمريكية، ومن المتوقع أن يكون له تأثيرات بعيدة المدى على ميزان القوة في الشرق الأوسط. سيكون من المهم متابعة كيفية استخدام السعودية لهذه الطائرات وما هي ردود الفعل التي ستأتي من الدول الأخرى في المنطقة. في الوقت الحالي، لا يزال موعد التسليم الفعلي للطائرات غير واضح، ويتوقف على مجموعة من العوامل الفنية والسياسية.













