مع انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء، يزداد شعور بالانزعاج لدى مرضى الفصال العظمي، حيث يواجهون تفاقمًا في آلام المفاصل، خاصة في الركبتين والوركين والأصابع. تؤكد التقارير الطبية أن الطقس البارد يلعب دورًا كبيرًا في زيادة حدة هذه الأعراض، مما يستدعي اتخاذ تدابير وقائية وعلاجية مناسبة.
توضح الدراسات أن التغيرات في الضغط الجوي ودرجة الحرارة تؤثر على السوائل داخل المفاصل، مما يزيد من الشعور بالألم والتصلب. بالإضافة إلى ذلك، يميل الأشخاص إلى تقليل نشاطهم البدني في الشتاء، وهو ما يساهم في ضعف العضلات المحيطة بالمفاصل وزيادة الضغط عليها.
الفصال العظمي وتأثير الطقس البارد
الفصال العظمي، أو التهاب المفاصل التنكسي، هو حالة مزمنة تتسبب في تدهور الغضروف المفصلي، مما يؤدي إلى احتكاك العظام ببعضها البعض. يُعد هذا المرض من أكثر الأمراض شيوعًا التي تصيب كبار السن، ولكنه يمكن أن يحدث أيضًا في سن مبكرة نتيجة للإصابات أو العوامل الوراثية.
وفقًا للخبراء، يؤدي الطقس البارد إلى انخفاض تدفق الدم إلى الأطراف، مما يزيد من تصلب المفاصل ويقلل من مرونتها. كما أن التغيرات في الضغط الجوي يمكن أن تؤثر على الأنسجة الرخوة المحيطة بالمفاصل، مما يسبب الألم والالتهاب.
النشاط البدني وتخفيف الألم
يُنصح الأطباء بممارسة النشاط البدني بانتظام، لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا، للمساعدة في تخفيف أعراض الفصال العظمي. المشي هو خيار ممتاز، لأنه يقوي العضلات المحيطة بالمفاصل ويحسن الدورة الدموية، بالإضافة إلى فوائده الصحية العامة.
ومع ذلك، يجب على المرضى توخي الحذر وتجنب الإفراط في النشاط البدني، خاصة في الطقس البارد. ينصح بارتداء ملابس دافئة وممارسة التمارين في مكان مغلق إذا أمكن، لتجنب تشنج العضلات وتفاقم الألم.
العلاج بالحرارة كخيار فعال
تعتبر تطبيقات الحرارة من الطرق الفعالة لتخفيف الألم والتصلب المصاحبين لالفصال العظمي. يمكن استخدام الكمادات الدافئة، أو اللصقات الحرارية، أو حتى حمام دافئ لزيادة تدفق الدم إلى المفصل وتخفيف التشنجات العضلية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن اللجوء إلى العلاج بالأشعة تحت الحمراء، والذي يساعد على تسخين الأنسجة العميقة وتخفيف الألم. يجب استشارة الطبيب قبل البدء في أي نوع من العلاج الحراري، للتأكد من أنه مناسب للحالة الصحية الفردية.
التغذية ودورها في صحة المفاصل
تلعب التغذية السليمة دورًا هامًا في صحة المفاصل والوقاية من الفصال العظمي. ينصح بتناول نظام غذائي غني بالكالسيوم وفيتامين د، لتعزيز قوة العظام والغضاريف. تشمل المصادر الجيدة للكالسيوم الخضروات الورقية الداكنة ومنتجات الألبان.
كما يُنصح بتقليل استهلاك اللحوم الحمراء والأطعمة المصنعة، والتركيز على الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، مثل الفواكه والخضروات. تساعد مضادات الأكسدة على حماية الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة، والتي يمكن أن تساهم في تطور الفصال العظمي.
العلاجات العشبية كبديل تكميلي
تشير بعض الدراسات إلى أن بعض الأعشاب قد تساعد في تخفيف أعراض الفصال العظمي. يعتبر نبات القراص من الأعشاب المفيدة، لأنه يحتوي على مركبات مضادة للالتهابات. كما أن لحاء الصفصاف يحتوي على مادة الساليسين، وهي مادة مسكنة للألم.
ومع ذلك، يجب استخدام العلاجات العشبية بحذر، واستشارة الطبيب قبل تناول أي منها، للتأكد من أنها لا تتداخل مع الأدوية الأخرى أو تسبب آثارًا جانبية غير مرغوب فيها.
من المتوقع أن تستمر الأبحاث في استكشاف طرق جديدة وفعالة لعلاج الفصال العظمي وتخفيف أعراضه. في الوقت الحالي، يركز العلاج على إدارة الألم وتحسين وظيفة المفاصل، من خلال مجموعة متنوعة من التدابير الوقائية والعلاجية. يجب على المرضى متابعة حالتهم الصحية بانتظام مع الطبيب، واتباع تعليماته للحفاظ على جودة حياتهم.













