كشف تقرير نشرته مجلة "وايرد" التقنية مؤخرا عن شكاوى متعددة من جيران مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، في منزله الواقع في كريسنت بارك بمدينة بالو ألتو بولاية كاليفورنيا، بسبب توسعات كبيرة أجراها في العقار في السنوات الأخيرة، مما أثار مخاوف الجيران من تأثيرات هذه التوسعات على المنطقة.
التقرير، الذي اطلع على مستندات رسمية متعلقة بالقضية، أشار إلى أن منزل زوكربيرغ توسع ليشمل 11 منزلا مختلفا في المنطقة، جميعها متصلة ببعضها البعض عبر ممرات، مما يسهل الوصول إلى المنزل الرئيسي. هذا التوسع أثار حفيظة السكان المحليين، الذين عبروا عن قلقهم إزاء هذه التطورات.
تاريخ الشكاوى
بدأت الشكاوى ضد مارك زوكربيرغ منذ عام 2016، عندما اشترى المنزل لأول مرة. في ذلك الوقت، خشي الجيران من أن تؤدي عملية الشراء هذه إلى رفع أسعار المنازل في المنطقة بشكل غير مسبوق.
ومع ذلك، تصاعدت الشكاوى بشكل أكبر في عام 2021، عندما اكتشف الجيران أن زوكربيرغ حوّل جزءا من منزله إلى مدرسة تُعرف بـ "بيكن بين أو" أو اختصارا "بي بي إس" (BBS). هذه المدرسة، التي أُبلغ عنها رسميا في عام 2022، كانت تستقبل أطفالا من مختلف المنازل في المنطقة، وليس فقط أبناء زوكربيرغ الثلاثة، الأمر الذي يعد مخالفة لقوانين تقسيم المناطق السكنية في بالو ألتو.
تفاصيل المخالفات
كشفت المستندات التي اطلعت عليها "وايرد" عن وجود 1665 مستندا رسميا متعلقا بالقضية، بما في ذلك أكثر من 300 شكوى قانونية ضد المدرسة ومخالفات أخرى في عقار زوكربيرغ. هذه الشكاوى تضمنت مخاوف من أصوات البناء المزعجة، ووجود شركات أمن خاصة بشكل دائم، بالإضافة إلى توافد موظفي "ميتا" الذين يجعلون الشوارع ضيقة.
كما اتهم الجيران إدارة خدمات التخطيط والتنمية في مدينة بالو ألتو بمحاباة أسرة زوكربيرغ ومحاولة إرضائهم على حساب بقية السكان. وقد نفت ميغان هوريجان تايلور، المتحدثة باسم مدينة بالو ألتو، هذه الاتهامات، مؤكدة أن المدينة تطبق قواعد تقسيم المناطق والبناء وسلامة الحياة بشكل متسق بغض النظر عن هوية مالك العقار.
إغلاق المدرسة
في مارس/آذار 2025، أُعلن عن إغلاق مدرسة "بي بي إس"، وفقا لتقارير رسمية من أسرة زوكربيرغ وملاحظات من الجيران. هذا الإغلاق قد يكون استجابة للضغوط التي مورست على الأسرة نتيجة الشكاوى والادعاءات المتعلقة بمخالفات المدرسة للقوانين المحلية.
ومع ذلك، يبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه الخطوة ستكون كافية لتهدئة التوترات بين أسرة زوكربيرغ وجيرانها. كما يتساءل المراقبون عما إذا كانت المدينة ستتخذ إجراءات إضافية لضمان الامتثال للقوانين المحلية في المستقبل.
في الختام، ينتظر الجميع ما ستؤول إليه الأمور في الأيام القادمة، خاصة مع استمرار المخاوف بشأن تأثير توسعات زوكربيرغ على المنطقة. من المتوقع أن تستمر المدينة في مراقبة الوضع عن كثب واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الامتثال للقوانين واللوائح المعمول بها.













