أكدت جوري الحارثي، المختصة في مجال السياحة، أن المملكة العربية السعودية تحتل موقعًا رائدًا عالميًا في قطاع السياحة، وذلك بفضل الدعم المستمر من القيادة الرشيدة والمشاريع الضخمة التي تهدف إلى تطوير البنية التحتية السياحية. يأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه المملكة نموًا ملحوظًا في أعداد السياح والزوار من مختلف أنحاء العالم، مما يعزز مكانتها كوجهة سياحية جاذبة ومتنوعة.
جاءت تصريحات الحارثي خلال مشاركتها في برنامج “يا هلا” على قناة روتانا خليجية، حيث أشارت إلى تركيز وزارة السياحة على دعم المشاريع السياحية المختلفة وتشجيع الجهات المعنية بالمشاركة في المعارض والفعاليات السياحية ذات الصلة. وذكرت أن هذا التركيز يهدف إلى تعزيز مكانة المملكة في الخريطة السياحية العالمية وزيادة الإيرادات السياحية.
تطور قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية
يشهد قطاع السياحة في المملكة تحولًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، مدفوعًا برؤية 2030 الطموحة التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط. وفقًا لبيانات وزارة السياحة، ارتفع عدد السياح الدوليين الذين زاروا المملكة في عام 2023 بنسبة ملحوظة مقارنة بالعام السابق، مما يعكس جاذبية المملكة المتزايدة كوجهة سياحية.
مشاريع البنية التحتية الضخمة
تستثمر المملكة مبالغ طائلة في مشاريع البنية التحتية السياحية، بما في ذلك تطوير المطارات والفنادق والطرق والوجهات السياحية الجديدة. من أبرز هذه المشاريع “نيوم” و”أماﻻ” و”الوجه”، والتي تهدف إلى جذب السياح الفاخرين والمساهمة في تنويع الاقتصاد الوطني. هذه المشاريع لا تستهدف فقط السياحة الترفيهية، بل تشمل أيضًا السياحة الثقافية والدينية والبيئية.
تعتبر البنية التحتية المتطورة عنصرًا حاسمًا في جذب السياح وتوفير تجربة سياحية ممتعة ومريحة. تسعى المملكة جاهدة لتحسين الخدمات السياحية وتوفير جميع المرافق اللازمة لتلبية احتياجات الزوار من مختلف أنحاء العالم. بالإضافة إلى ذلك، تتضمن خطط التطوير الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للمملكة وتسليط الضوء عليه.
أهمية الإرشاد السياحي
أكدت جوري الحارثي على أهمية الارتقاء بمستوى الإرشاد السياحي، مشيرةً إلى أن هذا المجال يتطلب ثقافة علمية واسعة ومعرفة عميقة بتاريخ وحضارة المملكة. وتنظم وزارة السياحة دورات تدريبية متخصصة للعاملين في هذا المجال، تغطي جوانب مختلفة مثل الإرشاد، والضيافة، وإدارة الفنادق، والتعامل مع السياح.
يهدف هذا التدريب إلى تزويد المرشدين السياحيين بالمهارات والمعرفة اللازمة لتقديم تجربة سياحية غنية وممتعة للزوار. يُعتبر المرشد السياحي واجهة المملكة أمام العالم، لذا فإن تأهيله وتدريبه يمثل أولوية قصوى. هناك أيضًا تركيز على تطوير مهارات اللغات لدى المرشدين لتمكينهم من التواصل بفعالية مع السياح من مختلف الجنسيات.
تشير التقارير إلى زيادة الطلب على المرشدين السياحيين المهرة في المملكة، وذلك مع استمرار النمو في قطاع السياحة. وتعمل وزارة السياحة على تنظيم المهنة وتحديد معايير الجودة لضمان تقديم خدمات إرشادية متميزة. كما يتم تشجيع الاستثمار في شركات الإرشاد السياحي لتوفير المزيد من فرص العمل في هذا المجال. توسيع نطاق السياحة البيئية هو مجال آخر يشهد نموًا.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تواجه قطاع الإرشاد السياحي في المملكة، مثل نقص الكفاءات المؤهلة في بعض المناطق، والحاجة إلى تحديث المناهج التدريبية باستمرار.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى المملكة إلى تنويع العروض السياحية، من خلال التركيز على تطوير مناطق سياحية جديدة وتقديم تجارب فريدة ومبتكرة. وتشمل هذه العروض السياحة الثقافية، والسياحة الدينية، والسياحة الترفيهية، والسياحة البيئية، والسياحة العلاجية. تهدف هذه الجهود إلى جذب شريحة أوسع من السياح وتلبية اهتماماتهم المختلفة.
وفي سياق متصل، تعمل وزارة السياحة بالتعاون مع القطاع الخاص على تطوير برامج سياحية مخصصة تلبي احتياجات السياح المختلفة. وتشمل هذه البرامج جولات سياحية في المدن التاريخية، ورحلات سفاري في الصحراء، وغوصًا في البحر الأحمر، وزيارات للمتاحف والمعارض الفنية.
من المتوقع أن تستمر المملكة في الاستثمار في قطاع السياحة، وتطوير البنية التحتية السياحية، وتنويع العروض السياحية، بهدف تحقيق رؤية 2030 وجعل المملكة وجهة سياحية عالمية رائدة. تحديد مسارات واضحة للاستدامة في المشاريع السياحية سيكون موضوعًا رئيسيًا للمناقشة في الأشهر القادمة.













