توصل فريق من العلماء إلى اكتشاف نادر في عالم الحفريات، حيث عثروا على دليل ثاني على ظاهرة “الولادة الحية” في القواقع، وذلك في دولة تايوان. وتعد هذه الظاهرة نادرة الحدوث، حيث إن أغلب القواقع تضع بيضا، ولكن بعض الأنواع النادرة ينمو جنينها داخلها.
ويعود تاريخ هذا الاكتشاف إلى الحقبة المبكرة من العصر البليوسيني، أي قبل نحو مليون سنة. وعثر الفريق العلمي على أحفورة لقوقعة مياه عذبة من نوع “ساينوتايا كوادراتا” تحتضن 5 صغار داخلها، وذلك في “تكوين تانانوان” شمال تايوان.
كيف وصلت القواقع لتايوان؟
ويشير الدكتور تشين هسيانغ لين من الأكاديمية الصينية في بيان صحفي رسمي إلى أن وجود قواقع المياه العذبة من تلك الحقبة في تايوان يدل على وجود جسر بري عبر مضيق تايوان خلال فترات الانحسار الجليدي، مما سمح بانتقال هذه الأنواع بين القارة وتايوان.
ويضيف أن هذه الحفريات القديمة توفر لمحة نادرة عن الحياة في المياه العذبة قبل أكثر من مليون سنة، وهو ما يشكل خط أساس مهم يمكن للعلماء من خلاله مقارنة النظم البيئية القديمة بما نراه اليوم.
أهمية الاكتشاف
ويكتسب هذا الاكتشاف أهمية كبيرة ليس فقط بسبب توثيقه لأحد أقدم مشاهد الأمومة في التاريخ، ولكن لأنه كان ضمن قواقع أخرى مكتشفة تعد أول تجمع واضح ومفصل من البيئات العذبة العائدة للحقبة البليوسينية المبكرة في تايوان.
ويقول الدكتور لين إن هذا الاكتشاف له أهمية خاصة في ظل التهديدات الحالية التي تواجه التنوع البيولوجي في المياه العذبة، سواء من تدمير المواطن الطبيعية أو دخول أنواع غازية قد تغير توازن النظم البيئية.
وفي الختام، يتوقع العلماء أن يستمر البحث في هذا المجال لاكتشاف المزيد عن تاريخ الحياة على الأرض وتطور النظم البيئية. ومن المتوقع أن يتم إجراء المزيد من الدراسات حول هذه الحفريات لفهم أفضل لتاريخ الحياة في المياه العذبة في تايوان.













