التطوير يتواكب مع النقلة الحضارية
يقول الباحث والمؤرخ التاريخي الدكتور تنضيب الفايدي لـ«عكاظ»، إن منطقة السيح تاريخية ويقع بها شعب بني حرام في الجهة الغربية لجبل سلع على يمين المتجه للمساجد السبعة الشهيرة.. مثلاً كهف بني حرام، يقع في قمة سلع في الجهة الجنوبية الغربية، وينحدر من الكهف شعب بني حرام، وبذلك الشعب تمت معجزة تكثير الطعام أثناء الغزوة وموقعه حالياً مسجد جابر بن عبدالله، وفي الجنوب الشرقي يتصل بسلع جبل آخر تبقى منه صخرة كبيرة تحيط بها بنايات المنطقة المركزية حول المسجد النبوي.ويرى الفايدي، أن تطوير المنطقة يتواكب مع تطور المعالم التاريخية والأثرية للمدينة المنورة، والمأمول تحويل هذه المنطقة إلى معلم تاريخي حضاري والاستفادة من بعض المعالم الأثرية في المنطقة للأحياء التي تقع في السيح وتوحيد منازلها إلى وجهة حضارية تتماثل بنفس الطريقة التي تم التعامل معها لحي المغيسلة.
الأنسنة وربط التاريخ بالأرض
أما الباحث التاريخي عبدالرحمن سليمان النزاوي، فأوضح لـ«عكاظ»، أن هيئة تطوير المدينة وأمانة المدينة، تعملان على الأنسنة وربط التاريخ والسيرة النبوية بالأرض والجبل والوادي والسهل والعمارة الأثرية والطرقات، ومن المهم توأمة حي المغيسلة التاريخي وحي بني حرام؛ إذ شهدا أهم الغزوات وهي غزوة الخندق، والعمل على وضع علامات جمالية توضح سير حفر الخندق الذي اندثر بالقرن السادس الهجري، وتحديد مسار الخندق وعرضه وعمقه، ولا يزال الحي موجوداً يتوسطه مسجد بني حرام حتى اليوم، وهناك طريق ممهد لأعلى جبل سلع يشرف على منظر رائع للمدينة، وبه مبانٍ حجرية وقلاع وحصون بإطلالة رائعة على المسجد النبوي والمدينة عموماً، لتتواكب مع تطوير منطقة المساجد السبعة، التي يتم العمل حالياً لتطويرها.
لماذا سُمّي بالسيح ؟
الباحث في التاريخ الدكتور عبدالعزيز الرفاعي، يرى في حديثه لـ«عكاظ»، أن حي السيح بالمدينة المنورة، من الأحياء القديمة التي شهدت أحداث السيرة النبوية، وهو يقع غرب المسجد النبوي الشريف، ويبعد عنه نحو كيلومتر واحد، وهذا هو سبب تسمية الحي بهذا الاسم من سيح الماء فيه، فمن أبرز الأحداث التي وقعت في هذا الحي غزوة الخندق، ويضم الحي العديد من المعالم التاريخية المرتبطة بالسيرة النبوية، فمن وسط هذا الحي يمر وادي بطحان الشهير في المدينة المنورة، الذي توضأ منه الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق.
وفي هذا الحي يقع جبل سلع، وعند سفحه الغربي تقع مساجد الفتح التاريخية المرتبطة بغزوة الخندق، أشهرها مسجد الفتح الذي ضربت فيه خيمة للنبي صلى الله عليه وسلم، ومنه كان يشرف على سير الغزوة، وكذلك في السيح مسجد بني حرام من بني سلمة من الخزرج، فهذا كله يدعونا إلى الاهتمام بهذا الحي وتطويره وتأهيله وأنسنته؛ ليصبح وجهة تاريخية حضارية سياحية أسوة بحي المغيسلة وجادة قباء وغيرهما من الأحياء التي تمّت أنسنتها.
يشار إلى أن منطقة المساجد السبعة التاريخية في المدينة المنورة، حظيت باهتمام كبير من الدولة؛ إذ تم تنفيذ العديد من المشاريع لتطويرها وتحسينها، وإبراز قيمتها الدينية والحضارية، ومن المشاريع ترميم المساجد وإعادة تأهيلها، وتطوير المنطقة المحيطة بالمساجد، وتنظيم الفعاليات الثقافية والتاريخية؛ بهدف الحفاظ على التراث الإسلامي.