نظم مكتب “ملست آسيا” زيارة ميدانية علمية لطلاب المدارس المشاركين في المعرض الكويتي الفرنسي الـ 19 للعلوم، والذي سيقام في بداية شهر ديسمبر المقبل. تهدف الزيارة إلى تعزيز الوعي بالقضايا البيئية البحرية وتنمية المهارات العلمية للطلاب، وذلك بالتعاون مع التوجيه الفني العام للعلوم بوزارة التربية. وتأتي هذه المبادرة في إطار الاستعدادات للمعرض الذي يركز هذا العام على “العلوم في خدمة بيئتنا البحرية”، مما يسلط الضوء على أهمية البيئة البحرية في الكويت.
شملت الزيارة التي استضافها مركز علوم البحار بجامعة الكويت، أكثر من 90 طالبًا وطالبة من 27 مدرسة مختلفة. وقد تم تصميم البرنامج لتقديم تجربة تعليمية شاملة تجمع بين الجانب النظري والتطبيقي، مما يساهم في إعداد جيل واعٍ بأهمية الحفاظ على الموارد البحرية. وتعتبر هذه الخطوة جزءًا من جهود مستمرة لدمج التعليم العلمي مع القضايا البيئية الملحة.
أهمية البيئة البحرية في الكويت والجهود المبذولة لحمايتها
تعتبر البيئة البحرية جزءًا لا يتجزأ من التراث الطبيعي للكويت، حيث تمثل مصدرًا هامًا للغذاء والاقتصاد والسياحة. وتواجه هذه البيئة تحديات متزايدة، بما في ذلك التلوث وتغير المناخ والاستنزاف المفرط للموارد. لذلك، فإن رفع مستوى الوعي لدى الطلاب حول هذه التحديات وتشجيعهم على المشاركة في إيجاد حلول لها أمر بالغ الأهمية.
محاور الندوة العلمية
بدأت الزيارة بندوة علمية قدمها متخصصون من قسم علوم البحار بجامعة الكويت. تناولت الندوة التنوع البيولوجي الغني في البيئة البحرية الكويتية، مع التركيز على الأنواع المهددة بالانقراض وأهمية حمايتها. كما استعرضت تأثيرات التغير المناخي على هذه البيئة، مثل ارتفاع درجة حرارة المياه وتبيض المرجان.
بالإضافة إلى ذلك، ناقشت الندوة التحديات البيئية التي تواجه السواحل الكويتية، بما في ذلك التلوث البلاستيكي وتدهور الشعاب المرجانية. وأخيرًا، أكدت على الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه المجتمع في الحفاظ على هذه الثروات الطبيعية، من خلال تبني ممارسات مستدامة والمشاركة في حملات التنظيف والتوعية.
تجربة تعليمية تفاعلية في مختبرات المركز
بعد الندوة، قام الطلاب بجولة في المختبرات العلمية التابعة لمركز علوم البحار. أتيحت لهم الفرصة للتعرف على عينات حقيقية من الكائنات البحرية المختلفة، مثل الأسماك والشعاب المرجانية والقشريات. كما تمكنوا من فحص الرواسب البحرية تحت المجهر، مما ساعدهم على فهم التركيب البيولوجي والكيميائي لهذه الرواسب.
شملت التجربة أيضًا استخدام أجهزة وتقنيات حديثة في المختبرات، مثل أجهزة قياس جودة المياه وأجهزة تحليل الحمض النووي. وقد أتاح ذلك للطلاب فرصة التعرف على أحدث التطورات في مجال علوم البحار، وفهم كيفية تطبيق هذه التطورات في حل المشكلات البيئية. وتعد هذه الأنشطة جزءًا من جهود التوعية البيئية التي تبذلها جامعة الكويت.
ووفقًا لمسؤولي مكتب “ملست آسيا”، فإن الزيارة تهدف إلى تحفيز الطلاب على إجراء المزيد من البحوث والدراسات في مجال البيئة البحرية. وتشجيعهم على تطوير حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه هذه البيئة. كما تهدف إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية والبحثية في الكويت وفرنسا، في مجال علوم البحار.
وتأتي هذه الزيارة في سياق الاهتمام المتزايد بقضايا الاستدامة البيئية في الكويت، والتي تتطلب تضافر جهود جميع القطاعات، بما في ذلك القطاع التعليمي والقطاع الخاص والمجتمع المدني. وتعتبر الاستثمارات في التعليم العلمي والتوعية البيئية من أهم العوامل التي تساهم في تحقيق التنمية المستدامة.
من جهتها، أكدت وزارة التربية على أهمية هذه الزيارات الميدانية في تعزيز التعلم التجريبي للطلاب. وأشارت إلى أن هذه الزيارات تساهم في ربط المفاهيم العلمية النظرية بالواقع العملي، مما يجعل التعلم أكثر متعة وفاعلية. وأضافت الوزارة أنها ستواصل دعم هذه المبادرات التي تهدف إلى تطوير مهارات الطلاب في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM).
من المتوقع أن يستفيد أكثر من 200 طالب وطالبة من هذه الزيارات الميدانية التي ينظمها مكتب “ملست آسيا” بالتعاون مع وزارة التربية وجامعة الكويت. ويعتبر المعرض الكويتي الفرنسي للعلوم منصة هامة لعرض أحدث الابتكارات والإنجازات في مجال العلوم والتكنولوجيا، وتشجيع التعاون الدولي في هذا المجال. وستتركز الجهود خلال الفترة القادمة على الاستعدادات النهائية للمعرض المقرر عقده في مطلع شهر ديسمبر المقبل.













