أعلن مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية تكريمه للمخرج المصري الراحل داوود عبدالسيد في دورته الخامسة عشرة، المقرر عقدها في الفترة من 30 مارس إلى 6 أبريل 2026. يأتي هذا التكريم عرفاناً بمسيرة المخرج الراحل وإسهاماته الجوهرية في إثراء السينما المصرية والعربية، ليظل اسمه محفوراً في ذاكرة الفن السابع. سيشمل التكريم أيضاً استحداث جائزة جديدة تحمل اسمه، بالإضافة إلى مشروع لترميم أحد أهم أعماله.
يُقام المهرجان في مدينة الأقصر المصرية، ويُعد من أبرز التظاهرات السينمائية التي تحتفي بأفلام القارة الأفريقية، وتسعى إلى دعم صناع السينما الأفريقية وتشجيع الحوار الثقافي. هذا الإهداء لدورة 2026 يأتي في سياق حرص المهرجان على تكريم الرواد الذين تركوا بصمة واضحة في تاريخ السينما.
تكريم داوود عبدالسيد: احتفاء بمسيرة سينمائية متميزة
يعكس اختيار داوود عبدالسيد لتكريم دورة المهرجان القادمة تقديرًا لمكانته الفريدة كمخرج ومؤلف، حيث تميزت أعماله بالعمق الفني والجرأة في طرح القضايا الاجتماعية والإنسانية. كان عبدالسيد من أبرز المخرجين الذين اهتموا بتناول قضايا الطبقة الوسطى المصرية، وقدم رؤية نقدية واعية للمجتمع.
جائزة سينما المؤلف: إحياء لأسلوب عبدالسيد
أعلنت إدارة المهرجان عن استحداث جائزة جديدة باسم “جائزة سينما المؤلف”، وذلك تكريماً لأسلوب عبدالسيد المميز في الإخراج والكتابة. تهدف هذه الجائزة إلى تشجيع المخرجين الذين يكتبون أفلامهم بأنفسهم، وهو ما كان يراه عبدالسيد جزءًا أساسيًا من العملية الإبداعية.
تعتبر جائزة سينما المؤلف إضافة نوعية للمهرجان، حيث تسلط الضوء على جانب مهم من صناعة السينما غالبًا ما يتم تجاهله. وتعكس الجائزة أيضًا حرص المهرجان على دعم السينما المستقلة التي تعتمد على رؤية المخرج الفردية.
مشروع ترميم “وصية رجل حكيم”
بالتعاون مع المركز القومي للسينما، يشمل المهرجان مشروعاً لترميم فيلمه التسجيلي الأول “وصية رجل حكيم في شؤون القرية والتعليم”. يعد هذا الفيلم وثيقة تاريخية مهمة، حيث يعكس رؤية عبدالسيد المبكرة لقضايا التعليم والتنمية في الريف المصري. الترميم يهدف إلى الحفاظ على هذا العمل الفني للأجيال القادمة.
يأتي هذا المشروع في إطار جهود المركز القومي للسينما لترميم وحفظ التراث السينمائي المصري. ويعتبر ترميم “وصية رجل حكيم” خطوة مهمة في هذا الاتجاه، حيث يمثل الفيلم بداية مسيرة المخرج الراحل.
سبق لمهرجان الأقصر أن كرم داوود عبدالسيد في دورته الأولى عام 2012، مما يؤكد استمرار تقدير المهرجان لمسيرته الفنية. تُقام الدورة الجديدة برئاسة شرفية للفنان محمود حميدة، الذي يعتبر من أبرز محبي وتقديرًا لأعمال عبدالسيد.
تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه السينما المصرية والعربية اهتماماً متزايداً بإعادة اكتشاف أعمال المخرجين الرواد، وتقدير إسهاماتهم في تطوير الفن السينمائي. كما تعكس هذه الخطوة الوعي بأهمية الحفاظ على التراث السينمائي، ونقله إلى الأجيال القادمة.
من المتوقع أن يشهد برنامج المهرجان عرضًا لأبرز أفلام داوود عبدالسيد، مما يتيح للجمهور فرصة لمشاهدة أعماله وتقديرها. يشمل ذلك أفلامًا مثل “الكيت كات”، و”أرض قُدْس”، و”رسائل من العالم الآخر”، وغيرها من الأفلام التي تركت بصمة واضحة في تاريخ السينما المصرية.
تستعد إدارة المهرجان حاليًا لإعداد برنامج الدورة الخامسة عشرة، وتحديد الأفلام التي ستشارك في المسابقة. كما تعمل على التواصل مع الجهات الثقافية والرسمية الداعمة للمهرجان، لضمان نجاح الدورة القادمة. من المنتظر الإعلان عن تفاصيل البرنامج الكاملة في الأشهر القليلة القادمة.
بالإضافة إلى تكريم داوود عبدالسيد، من المتوقع أن يستضيف المهرجان العديد من الفعاليات والندوات التي تهدف إلى دعم السينما الأفريقية وتعزيز الحوار الثقافي. وتشمل هذه الفعاليات ورش عمل للمخرجين والكتاب، وعروض أفلام يتبعها نقاشات مفتوحة مع الجمهور، وفعاليات خاصة لتكريم صناع السينما الأفارقة.
تشير التوقعات إلى أن الدورة الخامسة عشرة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية ستكون حدثًا سينمائيًا وثقافيًا هامًا، يجذب انتباه المهتمين بالسينما الأفريقية من جميع أنحاء العالم. ويرجع ذلك إلى أهمية المهرجان كمنصة لعرض الأفلام الأفريقية، وتقدير صناع السينما الأفارقة، وتعزيز الحوار الثقافي بين أفريقيا والعالم.













