دعا رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي اللاجئين السوريين في لبنان إلى العودة إلى ديارهم بعد التغييرات السياسية الأخيرة في سوريا، والتي تزامنت مع استمرار الضغوط الاقتصادية على لبنان بسبب أزمة اللاجئين.
في كلمته التي ألقاها في مهرجان أرتريجو السنوي في روما، نظمه حزب “إخوة إيطاليا”، أكد ميقاتي أن لبنان، الذي يبلغ عدد سكانه 5.8 مليون نسمة، يستضيف أكثر من مليوني لاجئ سوري، مما يجعله البلد الذي يستضيف أكبر عدد من اللاجئين مقارنة بعدد السكان.
وأوضح ميقاتي أن هذا العدد الهائل من اللاجئين شكل عبئًا كبيرًا على الموارد اللبنانية وأدى إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية، مثل البطالة والمنافسة الشديدة على الخدمات العامة.
وقال: “الضغط على مواردنا كان كبيرًا، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية وخلق منافسة حادة على الوظائف والخدمات. اليوم، وبعد التحول السياسي في سوريا، فإن أفضل حل لهذه المشكلة هو أن يعود السوريون إلى وطنهم”.
تأتي تصريحات ميقاتي في وقت تتزايد فيه المناقشات في أوروبا حول التعامل مع اللاجئين السوريين. فقد توقفت بعض الدول مثل بلجيكا والدنمارك وألمانيا عن معالجة طلبات اللجوء من السوريين، لكن جميع هذه الدول تؤكد أن الظروف في سوريا لا تسمح بالعودة الآمنة والطوعية للاجئين في الوقت الحالي. وأكدت المفوضية الأوروبية أن “الشروط غير متوفرة حالياً للعودة الآمنة والكريمة إلى سوريا”.
وفي السياق ذاته، أعلنت السلطات الدنماركية أنها ستقدم مبلغًا يتراوح بين 20 و25 ألف يورو للاجئين السوريين الراغبين في العودة طوعًا إلى بلادهم. بينما عرضت الحكومة النمساوية على السوريين مكافأة قدرها ألف يورو مقابل العودة إلى سوريا، بعد ما وصفته بتغيرات محتملة في الوضع الأمني في البلاد.
وقال المستشار النمساوي كارل نيهامر عبر حسابه في منصة “إكس” أن :”ستدعم النمسا السوريين الذين يرغبون في العودة إلى وطنهم من خلال منحهم دفعة قدرها ألف يورو. البلاد بحاجة إلى مواطنيها خلال فترة التعافي”.
وفي ألمانيا، أثار وزير الصحة السابق ينس شبان فكرة مماثلة، حيث اقترح تقديم الدعم اللازم للسوريين الراغبين في العودة إلى بلادهم.
أدى وصول أكثر من مليون لاجئ إلى أوروبا في عام 2015، معظمهم من الفارين من الحرب الأهلية في سوريا، إلى تفجر واحدة من أكبر الأزمات السياسية في الاتحاد الأوروبي.
فقد نشبت خلافات بين الدول الأوروبية حول كيفية توزيع هؤلاء اللاجئين ومن ينبغي عليه استضافتهم، وما إذا كان يجب إجبار الدول الأخرى على تقديم الدعم. ورغم مرور السنوات، لا تزال هذه التوترات قائمة.
حتى سبتمبر 2024، تقدّم حوالي 14,000 سوري بطلبات للحصول على الحماية الدولية في أوروبا، وفقاً لوكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي. وفي العام الماضي، تقدم حوالي 183,000 سوري بطلبات لجوء، حيث يُقبل في المتوسط طلب واحد من كل ثلاثة.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد دعت إلى “الصبر واليقظة” في التعامل مع السوريين الذين طلبوا الحماية الدولية، مشيرة إلى أن الكثير من الأمور سيعتمد على استعداد القادة الجدد في سوريا لاحترام القانون والنظام وضمان الحقوق الأساسية لمواطنيهم.
المصادر الإضافية • أب