قد لا يكون نواف الجبرتي، الاسم الأكثر صخباً في المشهد الفني السعودي اليوم، لكنه بلا شك من الأصوات التي بدأت تسحب الانتباه بتؤدة، ليستفزّ الشغف أكثر مما يثير الدهشة.
في السنوات الأربع إلى الخمس الأخيرة، برز صوته على المنصات والمهرجانات، فحقّق حضوراً يزداد وضوحاً، حتى صار من بين المرشحين الجدد للاقتراب من قبة النجومية.
يقدّم الجبرتي نموذجاً فنياً مختلفاً عن السائد؛ فهو لا يعتمد على الاستعراض ولا يلهث خلف الصخب، بل يراهن على صدق الأداء وجودة الإحساس.
يمتلك خامة صوتية تتيح له مساحة واسعة من التعبير، تجمع بين الرصانة والمرونة، وبين الأصالة والنَفَس العصري، ما يجعله قريباً من المدرسة التي أسّسها الكبار دون أن يكون ظلاً لهم.
ومع هذا التوازن بين الهدوء الفني والتصاعد الجماهيري، يثبت نواف الجبرتي أن الطريق إلى النجومية لا يُختصر في الضجيج الإعلامي، بل يُبنى على الوعي والتمكن والاتساق.
إنه أحد الأسماء التي تُعيد الثقة في أن المشهد الغنائي السعودي ما زال قادراً على إنتاج أصواتٍ تحمل روح الفن الأصيل وتقدّمه بروحٍ جديدة ووعدٍ صادق بالمستقبل.
في رأي كثيرٍ من المتابعين والنقاد، يُمثّل نواف الجبرتي مزيجاً نادراً بين مدرسة محمد عبده في صرامة الأداء وإتقان المقام، ومدرسة طلال مداح في صدق الإحساس وهدوء العاطفة.
هو اليوم في موقعٍ دقيق بين المدرستين، يحاول أن يصوغ لنفسه هوية مستقلة دون أن يفقد انتماءه إلى الإرث الفني السعودي، محافظاً على الرسالة الغنائية الرصينة التي بدأ بها، ومتمسكاً بالذائقة النقية التي صنعت له هذا القبول المتزايد.
وإذا ما واصل هذا التوازن بين الاتزان والجرأة، فسيكون أحد أبرز الأصوات التي تمثل الجيل السعودي الجديد بأصالته ووعيه وجدارته الفنية.
أخبار ذات صلة