يعتبر جفاف العين من المشكلات الصحية المتزايدة بين العاملين في المكاتب، خاصة مع الاعتماد المتزايد على الشاشات لفترات طويلة. وتُظهر الإحصائيات ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الشكوى من أعراض مثل الشعور بالحرقة، وعدم وضوح الرؤية، وإحساس الجسم الغريب في العين. هذه الحالة تؤثر على جودة الحياة والإنتاجية، وتتطلب وعيًا وإجراءات وقائية.
وأفادت هيئة التأمين الألمانية ضد الحوادث الاجتماعية أن العاملين المكتبيين يمكنهم الحد من خطر الإصابة بجفاف العين من خلال أخذ فترات راحة منتظمة. هذه النصيحة تأتي في سياق جهود لتعزيز صحة العاملين وتقليل الإجهاد المرتبط ببيئة العمل الحديثة. وتشير الهيئة إلى أن هذه الفترات القصيرة تساعد على إعادة ترطيب العين وتخفيف الإجهاد البصري.
أسباب جفاف العين في بيئة العمل المكتبية
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى جفاف العين لدى موظفي المكاتب. أحد أهم هذه الأسباب هو قلة معدل الرمش أثناء التركيز على الشاشات، مما يقلل من توزيع الدموع على سطح العين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم عوامل مثل تكييف الهواء، والتهوية غير الكافية، والإضاءة غير المناسبة في تفاقم المشكلة.
تمارين بسيطة لتخفيف الإجهاد البصري
يمكن للعاملين في المكاتب ممارسة بعض التمارين البسيطة لتعزيز صحة العين وتخفيف الإجهاد البصري. ينصح بالنظر بشكل متكرر إلى مسافة بعيدة، لا تقل عن 40 مترًا، لتركيز العين على نقاط مختلفة. كما أن إغلاق العينين وتتبع شكل الرقم 8 ببطء يمكن أن يساعد في تحفيز الأعصاب البصرية وتقليل التوتر.
بالإضافة إلى ذلك، يوصي الخبراء بوضع راحتي اليدين بشكل مرتخ على العينين مع إغلاقهما قليلًا، والانتباه إلى المسافة بين العينين وكفي اليدين. هذا التمرين يساعد على استرخاء عضلات العين وتخفيف الشعور بالإجهاد. وتعتبر هذه التمارين جزءًا من روتين صحي يمكن دمجه بسهولة في بيئة العمل.
وفي الحالات التي يعاني فيها الشخص من أعراض جفاف العين، يمكن استخدام قطرات مرطبة للعين، والمعروفة أيضًا باسم “الدموع الاصطناعية”. تعمل هذه القطرات على تعويض السائل الدمعي المفقود وتخفيف الشعور بالجفاف والحرقة. ينصح الخبراء باختيار المنتجات الخالية من المواد الحافظة، حيث أن بعض هذه المواد قد تزيد من تهيج العين.
تعتبر العناية بالصحة العامة، بما في ذلك شرب كميات كافية من الماء وتناول الأطعمة الغنية بفيتامين أ وأوميغا 3، من العوامل المهمة في الحفاظ على رطوبة العين. كما أن الحصول على قسط كاف من النوم وتجنب التدخين يمكن أن يساهم في تحسين صحة العين بشكل عام. وتشكل هذه العوامل جزءًا أساسيًا من نمط حياة صحي.
تتزايد الأبحاث حول تأثير الشاشات على صحة العين، وتظهر نتائج جديدة باستمرار. تشير بعض الدراسات إلى أن استخدام فلاتر الضوء الأزرق على الشاشات يمكن أن يساعد في تقليل الإجهاد البصري وتحسين جودة النوم. ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج وتحديد أفضل الممارسات.
من المتوقع أن تواصل هيئة التأمين الألمانية ضد الحوادث الاجتماعية تقديم المزيد من التوجيهات والإرشادات حول صحة العين في بيئة العمل. كما أن هناك جهودًا مستمرة لتطوير تقنيات جديدة تساعد في تقليل الإجهاد البصري وتحسين صحة العين بشكل عام. وسيكون من المهم متابعة هذه التطورات وتقييم تأثيرها على صحة العاملين.













