تُزين عبارة "لا تكلمني قبل أن أشرب قهوتي" أكواب الصباح في منازل كثيرة حول العالم، في مشهد يجسد اعتمادنا الجماعي على الكافيين لبدء اليوم واستعادة الحيوية والنشاط. يعدّ الكافيين جزءًا أساسيًا من روتين الكثيرين، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن هناك طرقًا أكثر استدامة لتعزيز الطاقة.
النوم أولا
الانطلاقة الحقيقية ليوم مليء بالطاقة تبدأ من نوم ليلي عميق وجيد؛ فمستوى نشاطك في الصباح يرتبط مباشرة بمدى حصول جسدك على قسط كاف من الراحة. وفقًا للمعهد الألماني للاستشارات الصحية المهنية، تحتاج غالبية البالغين بين 7 و9 ساعات من النوم يوميًا.
توصي الأكاديمية الأميركية لطب النوم وجمعية أبحاث النوم بأن النوم لأقل من 7 ساعات بشكل منتظم يُعد غير كاف لصحة الإنسان. لتحسين جودة النوم، يوصى بوضع روتين ثابت مساءً وتجنّب الشاشات الساطعة قبل النوم.
التعرض للضوء والهواء الطلق
يوصي الخبراء بالتعرض لضوء الشمس واستنشاق الهواء النقي بعد الاستيقاظ؛ فالتعرض للضوء الطبيعي يحفّز إفراز هرمون السيروتونين، المعروف بـ"هرمون النشاط". يساعد المشي أو ركوب الدراجة في طريقك إلى العمل على تعزيز مستويات اليقظة والطاقة.
حتى إذا كنت تعتمد على السيارة أو وسائل النقل العام، فيمكنك ببساطة صف سيارتك على مسافة أبعد أو النزول قبل وجهتك بعدة محطات لتحفيز نشاطك.
ما دور القهوة؟
القهوة تمنح دفعة فورية من اليقظة، لكن تأثيرها مؤقت ولا يحدث فرقًا في مستويات النشاط عندما يكون الجسم مرتاحًا ومكتفيًا بالنوم. توضح الخبيرة النفسية نورا يوهانا شوت أن الاعتماد المفرط على القهوة قد يكون إشارة إلى محاولة الجسم تعويض قلة النوم أو التوتر المزمن.
ينصح بشرب كوب ماء بعد كل فنجان قهوة؛ لأن ذلك يساعد على تقليل كمية الكافيين المتناولة وترطيب الجسم.
كيف تحافظ على الطاقة طوال اليوم؟
لتجنّب الانخفاض الشديد للتركيز والطاقة في أثناء العمل، يُنصح بمراعاة 3 أمور رئيسية: الاستراحات، والحركة، والهواء النقي. وفق تحليل منهجي، فإنّ فترات راحة قصيرة بين المهام تُقلّل التعب وتزيد الحيوية.
يُفضل أخذ استراحة مدتها دقيقة إلى دقيقتين كل 60 دقيقة عمل. كما يُنصح بفتح النوافذ لإدخال الهواء والمشي القصير أو صعود الدرج لتنشيط الدورة الدموية.
تنظيم يومك حسب نمطك الزمني
لكل إنسان إيقاع بيولوجي خاص يُعرف بـ"الكرونوتايب"، يحدد الأوقات التي يبلغ فيها نشاطه الذهني والبدني ذروته. تساعد معرفة هذا النمط على تنظيم اليوم؛ إذ يُستحسن إنجاز المهام الصعبة في أوقات الذروة.
في المحصلة، القهوة ليست مصدر الطاقة الحقيقي؛ بل هي مجرد دفعة مؤقتة. الوقود الفعلي للجسم هو مزيج من نوم كاف ومنتظم، ونشاط بدني صباحي، وتغذية متوازنة. إذا وجدت نفسك لا تستطيع بدء يومك دون جرعات متكررة من الكافيين، فقد تكون تلك إشارة لإعادة النظر في جودة نومك ومستوى إجهادك العام.













