رعى وزير الصناعة والثروة المعدنية ورئيس لجنة برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية “ندلب“، بندر بن إبراهيم الخريف، حفل البرنامج السنوي لعام 2025 في الرياض. حضر الحفل وزير النقل والخدمات اللوجستية ونائب رئيس لجنة “ندلب” المهندس صالح بن ناصر الجاسر، بالإضافة إلى مسؤولين حكوميين وشراء من ممثلي القطاع الخاص. ويهدف الحفل إلى تسليط الضوء على إنجازات البرنامج ومستقبله في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 المتعلقة بتنويع الاقتصاد وتعزيز القدرات التنافسية.
الحدث، الذي أقيم بحضور كبار الشخصيات في قطاعات الصناعة واللوجستيات والطاقة، سلط الضوء على التقدم المحرز في تنفيذ مبادرات “ندلب” المختلفة. وتشمل هذه المبادرات تطوير البنية التحتية اللوجستية، وزيادة المحتوى المحلي في الصناعات الاستراتيجية، وتشجيع تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة. ويهدف البرنامج بشكل أساسي إلى تحويل المملكة إلى مركز صناعي ولوجستي عالمي.
برنامج ندلب: محفز رئيسي للنمو الاقتصادي
أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية خلال كلمته أن برنامج “ندلب” نجح في بناء نظام تنفيذي فعال قادر على تحقيق تطورات كبيرة في القطاعات الرئيسية. وذكر الوزير أن نجاح البرنامج يرتكز على جودة التنفيذ، والتكامل بين القطاعات المستهدفة، وتعظيم العوائد الاقتصادية.
أهداف البرنامج ونتائجه الملموسة
يُعد برنامج “ندلب” أحد أهم محركات التنمية الاقتصادية في المملكة، ويركز على أربعة قطاعات رئيسية هي: الصناعة، والطاقة، والتعدين، والخدمات اللوجستية. وتهدف هذه القطاعات إلى زيادة مساهمة الناتج المحلي غير النفطي، وتعزيز الصادرات، وتوفير فرص عمل جديدة، وفقًا لبيانات وزارة الاقتصاد والتخطيط.
وقد ساهم البرنامج بالفعل في تحقيق نمو ملحوظ في الناتج المحلي غير النفطي خلال السنوات الست الماضية. بالإضافة إلى ذلك، عمل “ندلب” على تحسين بيئة الاستثمار وجذب الشركات المحلية والأجنبية للاستثمار في القطاعات المستهدفة.
جائزة ندلب للتميز
شهد الحفل السنوي تكريم الفائزين بجائزة “ندلب” للتميز لعام 2025. تهدف الجائزة إلى تقدير الجهود المتميزة للجهات والقطاعات التي ساهمت في تحقيق الأهداف الوطنية وتعزيز التنافسية. واعتمد اختيار الفائزين على معايير تقييم دقيقة وإطار حوكمة شفاف.
ويعكس هذا التكريم التزام برنامج “ندلب” بتعزيز ثقافة التميز المؤسسي والابتكار، وتشجيع التعاون بين القطاعات الحكومية والخاصة. وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي البرنامج المستمر لتحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة وتحقيق التنمية المستدامة.
وتشير التقارير إلى أن البرنامج ركز بشكل خاص على تطوير البنية التحتية اللوجستية، بما في ذلك الموانئ والمطارات وشبكات الطرق والسكك الحديدية. ويهدف هذا التطوير إلى تحويل المملكة إلى مركز لوجستي إقليمي وعالمي، مما سيساهم في تسهيل حركة التجارة والاستثمار.
المحتوى المحلي والثورة الصناعية الرابعة
يلعب تعزيز المحتوى المحلي دورًا حيويًا في تحقيق أهداف برنامج “ندلب”. يهدف البرنامج إلى زيادة نسبة المكون المحلي في المنتجات والخدمات، مما سيساهم في دعم الصناعات الوطنية وخلق فرص عمل جديدة. وفي هذا الصدد، أعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية عن حزمة من المبادرات التي تهدف إلى دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز قدراتها التنافسية.
بالإضافة إلى ذلك، يركز برنامج “ندلب” على تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والروبوتات. تعتبر هذه التقنيات ضرورية لتحسين الكفاءة والإنتاجية في القطاعات الصناعية واللوجستية، وتعزيز القدرة على الابتكار والتطوير. وتشير وزارة الاتصالات وتقنيات المعلومات إلى زيادة الاستثمارات في هذا المجال خلال الفترة القادمة.
يتماشى برنامج “ندلب” بشكل وثيق مع أهداف رؤية المملكة 2030، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط. ويساهم البرنامج في تحقيق هذه الأهداف من خلال تطوير القطاعات غير النفطية وتعزيز القدرة التنافسية للمملكة على المستوى العالمي.
من المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة إطلاق المزيد من المبادرات والمشاريع الجديدة ضمن إطار برنامج “ندلب”. وستركز هذه المبادرات على تعزيز التكامل بين القطاعات المختلفة وتشجيع الابتكار والاستثمار. ومن المهم متابعة التطورات المتعلقة بالبرنامج وتقييم تأثيرها على الاقتصاد الوطني.
تعتبر متابعة مؤشرات الأداء الرئيسية للبرنامج، مثل نمو الناتج المحلي غير النفطي وحجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ضرورية لتقييم مدى نجاحه في تحقيق أهدافه. كما يجب مراقبة أي تحديات أو عقبات قد تواجه البرنامج والعمل على إيجاد حلول مناسبة لها. ولا يزال تقييم الأثر الكامل للبرنامج على المدى الطويل رهنًا بالظروف الاقتصادية العالمية والتطورات الإقليمية.










