وقال دار في تصريحات أدلى بها يوم الاثنين، إن باكستان أبلغت مسؤولين دوليين بأنها تمارس أقصى درجات ضبط النفس، وأنها لن تقدم على أي خطوات تصعيدية ضد نيودلهي.
وأضاف في الوقت نفسه أن بلاده لن تتنازل عن أي شبر من مياهها، ولن تكون الطرف البادئ بأي تصعيد. وحذر من أن أي “تصرف عدائي” من الجانب الهندي سيقابل برد دفاعي “لحماية السيادة وسلامة الأراضي الباكستانية”، وفق تعبيره.
وتطرق دار أيضا إلى الأوضاع في قطاع غزة، مشيرا إلى أن “ملايين الفلسطينيين يعانون من ظروف إنسانية مروعة، بينما قتل الآلاف، وتمنع المساعدات من دخول القطاع”.
وفي السياق ذاته، شهدت إسلام آباد زيارة لافتة لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي وصل الاثنين في محاولة للوساطة وتخفيف حدة التوتر بين الهند وباكستان، بعد الهجوم الدامي الذي استهدف سياحا في كشمير الهندية الشهر الماضي.
ووصفت الخارجية الباكستانية الزيارة بأنها الأولى لمسؤول أجنبي رفيع منذ توتر العلاقات بين الجارتين عقب الهجوم، الذي أسفر عن مقتل 26 سائحا، معظمهم من الهندوس، في منتجع باهالغام في 22 أبريل/نيسان.
وكان في استقبال عراقجي عدد من كبار المسؤولين الباكستانيين في مطار قرب العاصمة، ومن المقرر أن يلتقي نظيره إسحاق دار، والرئيس آصف علي زرداري، ورئيس الوزراء شهباز شريف، وفقا لبيان رسمي لم يكشف عن تفاصيل إضافية.
ووضعت القوات المسلحة الباكستانية في حالة تأهب قصوى منذ الأسبوع الماضي، عقب تصريحات لوزير شؤون مجلس الوزراء، عطا الله تارار، كشف فيها عن معلومات استخباراتية موثوقة تفيد بإمكانية شن الهند هجوما على باكستان ردا على هجوم كشمير.
ونفت باكستان أي دور لها في الهجوم، وعرضت إجراء تحقيق دولي موثوق. لم تقبل نيودلهي العرض حتى الآن، وحث العديد من قادة العالم، بمن فيهم مسؤولون من الولايات المتحدة، كلا الجانبين على ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد.
كشمير، التي تتقاسمها الهند وباكستان، تشكل محور النزاع بين البلدين، حيث خاضا اثنتين من ثلاث حروب بسبب هذا الإقليم المتنازع عليه.
وتسود علاقتهما الثنائية أجواء من التوتر والريبة، لا سيما في ظل تبادل طرد الدبلوماسيين وإغلاق المجال الجوي خلال الفترة الأخيرة من التصعيد.