أعلنت شركة آبل عن تعيين أمار سوبرامانيا، خبير الذكاء الاصطناعي البارز، لقيادة قسم الذكاء الاصطناعي لديها. يأتي هذا التعيين بعد فترة من العمل بقيادة جون جياناندريا، والذي كان مسؤولاً عن تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في الشركة، في الوقت الذي تسعى فيه آبل لتعزيز مكانتها في هذا المجال التنافسي. هذا التحول يشير إلى استراتيجية جديدة لآبل في تطوير حلول الذكاء الاصطناعي.
وقع الإعلان في 12 مارس 2025، وأكدت شبكة سي إن بي سي الخبر نقلاً عن مصادر داخلية. سيشغل سوبرامانيا، الذي شغل مناصب قيادية سابقة في شركتي مايكروسوفت وغوغل ديب مايند، المنصب الجديد فوراً، بهدف تسريع وتيرة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي لدى آبل.
تعزيز مكانة آبل في سوق الذكاء الاصطناعي
تأمل آبل أن يعزز سوبرامانيا قدرات الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصةً وأنها تعتبر متخلفة بعض الشيء عن منافسيها الرئيسيين مثل مايكروسوفت وغوغل في هذا المجال. يُنظر إلى هذا التعيين على أنه استثمار استراتيجي للشركة لضمان قدرتها على المنافسة في المستقبل.
على الرغم من تنحي جياناندريا عن منصبه، إلا أنه سيستمر كمستشار في آبل حتى تقاعده المتوقع في ربيع العام القادم. يعكس هذا الدور الاستشاري التقدير الذي تحظى به آبل لخبرة جياناندريا ومساهماته السابقة في تطوير تقنيات الشركة.
هيكلة الفريق الجديد
سيخضع سوبرامانيا لإشراف كريج فيديريغي، رئيس قسم البرمجيات في آبل، مما يعكس الدور المتزايد الذي يلعبه فيديريغي في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. هذا الترتيب يهدف إلى دمج جهود الذكاء الاصطناعي بشكل وثيق مع استراتيجية البرمجيات الشاملة للشركة.
لن ينتقل كامل الفريق الذي كان يعمل تحت إدارة جياناندريا إلى الإشراف المباشر لسوبرامانيا. بدلاً من ذلك، سيتم توزيع بعض أعضاء الفريق للعمل تحت إمرة صابح خان، مدير العمليات، وإيدي كيو، رئيس الخدمات. هذا التوزيع يهدف إلى الاستفادة من خبرات الفريق في مختلف مجالات الشركة.
التركيز على معالجة البيانات على الجهاز
تتميز استراتيجية آبل في مجال الذكاء الاصطناعي بتركيزها على معالجة البيانات مباشرة على أجهزة المستخدمين، مثل هواتف iPhone وأجهزة Mac، بدلاً من الاعتماد على الخوادم السحابية. هذا النهج يهدف إلى تعزيز الخصوصية والأمان، بالإضافة إلى تحسين سرعة الاستجابة وتقليل الاعتماد على الاتصال بالإنترنت. تعتبر هذه نقطة تميز رئيسية عن الشركات الأخرى التي تعتمد بشكل كبير على الحوسبة السحابية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
تستعد آبل لإطلاق نسخة مُحسّنة من مساعدها الصوتي “سيري” تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة في مارس/آذار المقبل. من المتوقع أن تقدم هذه النسخة الجديدة تحسينات كبيرة في قدرات سيري، مما يجعلها أكثر ذكاءً واستجابة لاحتياجات المستخدمين. تعتبر هذه الخطوة جزءًا من جهود آبل الأوسع لدمج الذكاء الاصطناعي في جميع منتجاتها وخدماتها.
بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي، تستثمر آبل أيضًا في مجالات أخرى ذات صلة مثل التعلم الآلي و معالجة اللغة الطبيعية، بهدف بناء نظام بيئي متكامل للذكاء الاصطناعي. هذا الاستثمار يعكس رؤية آبل طويلة الأجل لأهمية الذكاء الاصطناعي في مستقبل التكنولوجيا.
من المقرر أن تكشف آبل عن تفاصيل إضافية حول خططها في مجال الذكاء الاصطناعي خلال مؤتمر المطورين السنوي في يونيو/حزيران القادم. سيراقب المحللون والمستثمرون عن كثب هذا المؤتمر للحصول على نظرة ثاقبة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي في آبل. يبقى أن نرى كيف ستتمكن آبل من تنفيذ استراتيجيتها الجديدة وتحقيق أهدافها في هذا المجال التنافسي.













