أظهرت أحدث التقارير الصادرة عن شركة “كاونتر بوينت” لاستشارات السوق أن هاتف آيفون 16 حافظ على صدارة مبيعات الهواتف الذكية في الربع الثالث من عام 2025، على الرغم من دخول طراز أحدث من نفس الشركة، وهو آيفون 17 برو ماكس، إلى قائمة العشرة الأوائل في المركز العاشر. يعكس هذا الأداء القوي استمرار هيمنة أبل على سوق الهواتف الذكية الراقية، بينما تكتسب هواتف سامسونغ الاقتصادية شعبية متزايدة.
تشارك كل من شركتي سامسونغ وآبل بالتساوي في احتلال خمسة مراكز ضمن قائمة أفضل الهواتف مبيعًا خلال الفترة المذكورة. يشير هذا التوزيع إلى منافسة شرسة بين العملاقين في قطاع التكنولوجيا، مع استراتيجيات مختلفة تستهدف شرائح متنوعة من المستهلكين.
هيمنة آيفون في الفئة العليا وسيطرة سامسونغ على الفئة الاقتصادية
تصدر آيفون 16 القائمة، يليه طرازات أخرى من أبل مثل آيفون 16 برو وآيفون 16 برو ماكس وآيفون 16 إي. هذا يؤكد على الطلب القوي على هواتف أبل، خاصةً في ظل الميزات المبتكرة والتصميم الجذاب الذي تقدمه الشركة.
من ناحية أخرى، احتلت هواتف سامسونغ الموجودة في القائمة مواقع متقدمة ضمن فئة الهواتف الاقتصادية. تضمنت هذه الهواتف “غالاكسي إيه 16-5 جي” (Galaxy A16-5G) و”غالاكسي إيه 06″ (Galaxy A06) و”غالاكسي إيه 36″ (Galaxy A36) و”غالاكسي إيه 56″ (Galaxy A56) و”غالاكسي إيه 16-4 جي” (Galaxy A16-4G). يعكس هذا التركيز على الفئة الاقتصادية استراتيجية سامسونغ لتلبية احتياجات شريحة واسعة من المستهلكين الذين يبحثون عن هواتف ذكية ذات قيمة مقابل السعر.
غياب المنافسين التقليديين
أظهر التقرير غيابًا ملحوظًا لبعض العلامات التجارية البارزة عن قائمة العشرة الأوائل. على وجه الخصوص، لم تظهر هواتف “ريدمي” في القائمة هذا العام، بعد أن كانت حاضرة في نفس الفترة من العام الماضي. بالإضافة إلى ذلك، غاب “غالاكسي إس 24” الذي كان قد احتل المركز العاشر في العام السابق.
وفقًا للتقرير، فإن الهواتف الوحيدة التي يتجاوز سعرها 600 دولار أمريكي هي تلك التي تنتجها شركة أبل. يشير هذا إلى أن أبل تحتكر بشكل فعال سوق الهواتف الذكية الراقية، بينما تركز سامسونغ على تقديم خيارات أكثر بأسعار معقولة.
تُظهر هذه البيانات تحولًا في ديناميكيات سوق الهواتف الذكية، حيث يزداد التركيز على الهواتف الاقتصادية والمتوسطة. يعزى هذا التحول إلى عدة عوامل، بما في ذلك تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع تكاليف المعيشة، مما يدفع المستهلكين إلى البحث عن خيارات أكثر فعالية من حيث التكلفة.
بالإضافة إلى ذلك، يشير التقرير إلى أن الشركات المصنعة للهواتف الذكية تولي اهتمامًا متزايدًا بتطوير تقنيات جديدة وميزات مبتكرة لجذب المستهلكين. يشمل ذلك تحسينات في جودة الكاميرا وعمر البطارية وأداء المعالج، بالإضافة إلى تطوير تطبيقات وخدمات جديدة.
من المتوقع أن تستمر المنافسة الشرسة في سوق الهواتف الذكية خلال الأشهر القادمة. ستركز الشركات المصنعة على إطلاق منتجات جديدة ومبتكرة تلبي احتياجات المستهلكين المتغيرة. من المهم أيضًا مراقبة التطورات في مجال تقنيات الجيل الخامس (5G) والذكاء الاصطناعي، حيث من المتوقع أن تلعب هذه التقنيات دورًا رئيسيًا في تشكيل مستقبل صناعة الهواتف الذكية. ستصدر “كاونتر بوينت” تقريرها الربع السنوي التالي في يناير 2026، والذي سيقدم نظرة أعمق على أداء السوق في الربع الرابع من عام 2025.
تعتبر بيانات المبيعات هذه مؤشرًا هامًا على اتجاهات السوق، وتساعد الشركات المصنعة على اتخاذ قرارات استراتيجية بشأن تطوير المنتجات والتسويق. كما أنها توفر للمستهلكين معلومات قيمة حول أفضل الهواتف الذكية المتاحة في السوق.













