*أبريل 2025*☄️🪐🌗✨
الاحساء
زهير بن جمعه الغزال
أوضح ذلك المهندس ماجد أبو زاهرة
أبريل هو شهر التغيرات الفلكية! ففي هذا الشهر تبدأ كوكبات الشتاء في نصف الكرة الشمالي (الصيف في النصف الجنوبي)، مثل كوكبة الجوزاء ، بالاختفاء تدريجيا في الأفق الغربي. في المقابل تواصل كوكبات الربيع في النصف الشمالي (الخريف في النصف الجنوبي)، مثل كوكبة الأسد، صعودها في الأفق الشرقي.
في نصف الكرة الشمالي تتقلص ساعات الليل وتصبح الليالي أكثر دفئا، بينما في النصف الجنوبي، تزداد الليالي طولًا، مما يمنح مزيداً من الوقت للاستمتاع برصد السماء.
في 1 أبريل، سيظهر هلال عيد الفطر السعيد في الأفق الغربي المنخفض، برفقة مجموعة الثريا النجمية، المعروفة أيضاً بـ الشقيقات السبع. عند رصد الثريا بالعين المجردة يمكن لمعظم الأشخاص رؤية ستة إلى سبعة نجوم تشبه إلى حد ما نجوم الدب الأصغر، لكن باستخدام المناظير أو التلسكوبات الصغيرة، يمكن رؤية عدد أكبر بكثير. هذه النجوم تنتمي إلى عنقود نجمي يبعد أكثر من 400 سنة ضوئية عن الأرض.
في 2 أبريل، سيزداد حجم الهلال ويرتفع قليلًا في السماء، ليقترب من المشتري، أحد ألمع الكواكب المسائية هذا الشهر. سيكون القمر فوق المشتري بالنسبة للراصدين في نصف كوكبنا الشمالي، وأسفل يساره بالنسبة للراصدين في النصف الجنوبي. باستخدام تلسكوب صغير يمكن رصد أقمار المشتري الأربعة الساطعة التي تدور حوله، والتي تُعرف باسم أقمار غاليليو، نسبةً للعالم ك غاليليو غاليلي، الذي كان أول من رصدها في القرن السابع عشر.
لكن قد لا تتمكن دائمًا من رؤية الأقمار الأربعة جميعها، إذ قد يمر أحدها أمام المشتري أو خلفه، فيختفي مؤقتاً من مجال الرؤية. من بين هذه الأقمار، آيو هو الأسرع حيث يتحرك بسرعة كبيرة عبر السماء. إذا راقبت المشتري بعد ساعة أو ساعتين، ستلاحظ تغير موقع آيو، خاصة عندما يكون قريباً جداً من الكوكب. كما يمكن باستخدام تلسكوب صغير رصد الأحزمة والخطوط السحابية المميزة للمشتري والتي تضفي عليه مظهراً فريداًً
في 5 أبريل، سيتقابل القمر في طور التربيع الأول مع المريخ في مشهد رائع. سيكون القمر فوق المريخ في الأفق الجنوبي الغربي بالنسبة للراصدين في النصف الشمالي، بينما سيظهر أسفل المريخ في الأفق الشمالي للراصدين في النصف الجنوبي.
في يناير الماضي، كان المريخ قريباً جدًا من الأرض، ما جعله أكثر سطوعًا في سماء الليل، لكنه بدأ بالتلاشي تدريجيا مع ابتعاد مداري الأرض والمريخ عن بعضهما البعض. ومع ذلك، لا يزال مشهده رائعًا بجوار النجمين كاستور وبولوكس في كوكبة التوأمان.
في نهاية أبريل، سيقترب المريخ من العنقود النجمي المفتوح النثرة “خلية النحل”، مما سيشكل مشهداً رائعاً عند رصده عبر المنظار أو التلسكوب الصغير.
في 13 أبريل، سنشهد اكتمال القمر، والذي يُعرف باسم البدر الوردي. في هذه الليالي، قد يتأثر رصد السماء قليلاً بسبب سطوع القمر، حيث سيحجب ضوءه الأجرام السماوية الخافتة مثل المجرات والسُدم. لكن في النصف الثاني من الشهر، ستصبح السماء أكثر ظُلمة في بداية المساء مما يجعل الرصد أكثر متعة.
ستبلغ شهب القيثاريات ذروتها خلال الساعات الأولى من صباح 23 أبريل. لحسن الحظ، سيكون القمر في طور الهلال المتناقص، مما يعني أن ضوءه لن يؤثر كثيراً على الرصد.
تنشأ هذه الزخات عندما تمر الأرض عبر الجسيمات الغبارية التي خلفها المذنب تاتشر، الذي زار نظامنا الشمسي آخر مرة في القرن التاسع عشر. لرؤية الشهب، اختر موقعاً مظلماً بعيداً عن أضواء المدن. يمكنك توقع رؤية حوالي 20 شهاباً في الساعة تبدو وكأنها تنطلق من كوكبة القيثارة، حيث يتألق النجم اللامع النسر الواقع في الأفق الشرقي.
في أمسيات أبريل، تبدأ كوكبة الجوزاء رحلتها الأخيرة في السماء. ففي بداية الشهر يمكن رؤيتها في الأفق الغربي بعد الشفق المسائي، لكنها ستقترب تدريجيا من الأفق حتى تختفي تماماً بعد أبريل. هذا يحدث لأن الأرض أثناء دورانها حول الشمس، تبتعد تدريجياً عن منطقة السماء التي تحتضن كوكبات الشتاء.
لن نرى كوكبة الجوزاء في المساء مجددًا حتى أواخر الخريف. إذا كنت ترغب في رؤية سديم الجبار، فهذا آخر شهر مناسب لرصده. يبدو السديم كضوء ضبابي خافت عند النظر بالعين المجردة، لكنه يظهر بمزيد من التفاصيل عند استخدام المنظار أو التلسكوب. أما بالتلسكوبات المتوسطة والكبيرة، فيمكن رؤية توهجه الأخضر الناتج عن تأين غاز الهيدروجين.
مع مغادرة كوكبة الجوزاء، تبرز كوكبة الأسد في السماء، وتضم النجم الساطع قلب الأسد. في نصف كوكبنا الشمالي، تظهر في الأفق الجنوبي الشرقي، بينما في النصف الجنوبي، يمكن رصدها في الأفق الشمالي الشرقي، ولكن مقلوبة راساً على عقب بسبب كروية الأرض. باستخدام تلسكوب صغير، يمكن رصد ثلاثية مجرات الأسد، وهي مجموعة مذهلة من المجرات الحلزونية، تقع على بعد حوالي 35 مليون سنة ضوئية.
عند رصد الأفق الشمالي في سماء المساء، يمكن بسهولة رؤية كوكبة الدب الأكبر، والتي تبدو كمغرفة كبيرة مقلوبة راساً على عقب. رغم شهرتها، فإن المغرفة الكبرى ليست كوكبة مستقلة، بل جزء من كوكبة الدب الأكبر، التي تعد واحدة من أكبر الكوكبات في السماء.
إذا استيقظت مبكرا خلال أبريل، يمكنك رؤية كوكب الزهرة فوق الأفق الشرقي أثناء الشفق الصباحي. عند النظر إليه بالتلسكوب، سيظهر كهلال رقيق. في 24 و25 أبريل، سيلتقي هلال القمر المتناقص مع كوكب الزهرة في مشهد جميل.