محمد الدشيش
كعادتها كل عام ومع اقتراب عيد الأضحى، تبدأ أسعار «الحلال» من أغنام وأبقار بالارتفاع نظرا لتزايد الطلبات عليها قبل عيد الأضحى المبارك. وللوقوف على أسعارها ومدى توافرها، قامت «الأنباء» بجولة على أسواق الأغنام في عدة مناطق من الكويت للاطلاع على الأسعار، وأجرت عددا من المقابلات مع أصحاب الحلال والعاملين في هذه الأسواق وأيضا مع بعض المشترين ورواد السوق في صفاة جليب الشيوخ لمعرفة الأسعار وانطباعهم وعن توافرها، سواء المحلي أو المستورد من عدة دول، وفيما يلي التفاصيل:
كانت البداية مع أبوأحمد، أحد العاملين في صفاة جليب الشيوخ، الذي قال لـ «الأنباء»: أعمل في هذا المجال منذ 18 عاما، وأقول لكم عيدكم مبارك مقدما وكل عام وأنتم بخير، وأزف بشرى للجميع بتوافر الأضاحي من أكثر من مصدر هذا العام، والأسعار ستكون مناسبة للجميع وأرخص من العام الماضي، والسبب كثرة المعروض، إذ تتوافر الأضاحي بعد وصول كميات إضافية والاسعار تتراوح بين ١٠٠ و١٨٠ دينار.
وعند سؤالنا له حول أن الأسعار لاتزال مرتفعة رغم توافر الأضاحي من عدة بلدان وبكميات كبيرة، أوضح أن موسم الأضاحي يعتبر موسما ذهبيا لكل بائع، والأضحية تختلف عن باقي الأغنام ولها مواصفات خاصة، إذ يجب أن تكون خالية من العيوب والأمراض، وبأعمار محددة أيضا، ونحن نبحث عنها منذ أكثر من 4 شهور ونقوم بعلفها وتجهيزها لهذا الموسم حتى نربح بها 10 دنانير وربما أكثر أو أقل.
ارتفاع المصاريف
كما التقينا تاجر أغنام من الجنسية الآسيوية يدعى نور، الذي قال: إن عيد الأضاحي متبق له عدة أيام ولايزال سوق الأغنام يبدو خاليا من المشترين، ولدينا أعداد كبيرة من الأضاحي لكن البعض نربح بها والبعض الآخر قد نخسر بها، وذلك بسبب حرارة الجو، وزيادة المصاريف الناتجة عن كميات الأعلاف التي نوفرها للأضاحي كغذاء حتى يتم بيعها، وأمور الاهتمام بها.
وأضاف نور: الأضاحي أسعارها متفاوتة بداية من 100 دينار إلى 180 دينارا، والناس لا تذكر إلا سعر الأضحية الغالية 180 دينارا، ولا تذكر ان بعض الأضاحي سعرها 100 دينار، ودائما نقول ان الزبون على حق. كنت أبيع الأضحية في بعض الأعوام على 70 و80 دينارا، وكان الناس يقولون ان الأسعار غالية. وقال: نحن ننتظر موسم الأضاحي ونستبشر به خيرا، وذلك لتوافر الأغنام بكميات كبيرة.
الأضاحي متوافرة بكميات
أما البائع أحمد وهو من الجنسية السودانية فقال: لدي أكبر محل ومحصار للغنم في هذا السوق، والأضاحي متوافرة لدي من 4 دول مختلفة وإن شاء الله تكون الأسعار أقل من الأعوام السابقة.
وزاد أحمد: الأغنام متوافرة هذا العام في أكثر من مكان، ومنها أسواق الأغنام في المحافظات وعبر الإعلانات عن بيع الأضاحي، وهناك كثير من أصحاب الأغنام يبيعون في الجواخير الخاصة بهم، وأعداد الأضاحي هذا العام كبيرة جدا وهذا شيء مبشر بالخير للبائع وللشاري.
ضبط الأسعار
بدوره، قال أبومحمد وهو مواطن كويتي: جئت إلى سوق الأغنام لمعرفة أسعار الأضاحي، فهذه شعيرة إسلامية وينبغي عدم رفع أسعارها واحتكارها عند بعض تجار الأغنام، واليوم أتواجد بالسوق بعدما سمعت ان الأضاحي متوافرة بشكل كبير جدا ومن عدة بلدان، لكن اكتشفت أن الأسعار مرتفعة جدا وهي لاتزال في تصاعد ولا توجد أي بوادر لانخفاضها.
وأوضح أبومحمد أن الكويت تدعم الأعلاف بشكل كبير وأكثر من غيرها من الدول المجاورة، وقد وفرت الجواخير للاهتمام بالثروة الحيوانية.
احتكار الأغنام
من جهته، قال خليفة الفضلي، وهو مواطن كويتي: بالاسم سوق الأغنام الكويتي، لكن لا يوجد أي تاجر أو بائع كويتي على الرغم من انني أول مهنة عملت بها كانت بيع الأغنام مع والدي، رحمه الله، وكنا لا نعرف الغش ونكتفي بالربح دينارا أو دينارين، واليوم أصبح تجار الأغنام من مقيمين هم من يتحكمون في الأسعار، فضلا عن الغش الذي له عدة طرق منها غسيل الأغنام وتمشيط صوفها.
وعن أسعار الأضاحي، قال الفضلي: الأسعار مرتفعة ليس هذا العام فقط، لكن منذ 10 أعوام والأسعار في ارتفاع وكل سنة أغلى من التي قبلها، وأقول لك إن السبب هو احتكار الأغنام عند بائعين من جنسيات محددة في أسواق الأغنام، ولو تبحث عن الإعلانات ستجد كثيرا من المواطنين أصحاب الأغنام يبيعون في جواخيرهم، وأقل من سعر السوق من 10 إلى 20 دينارا، لكن للأسف لا توجد عندهم كميات كبيرة.
وزاد: يجب أن تكون أسعار الأضاحي فقط من 90 إلى 120 دينارا، التي تباع حاليا بين 180 و200 دينار للأضحية والفرق الذي يأخذونه منا بسبب موسم الأضحى، وبعد العيد سنرى أن نفس هذه الأضاحي ستباع بـ 120 دينارا.
رقابة حقيقية
كذلك تحدثت أم مانع الحسيني لـ «الأنباء» فقالت: عبر جريدتكم أناشد كل مسؤول في الدولة أن يتم تشديد الرقابة وضبط الأسعار في جميع المجالات الاستهلاكية وعدم استغلال المواسم أو ظروف الناس والمستهلكين، فالكويت بخير وديرة خير لكن الأسعار نار، قائلة: «أنا وعيالي متعودين في كل عيد أضحى نذبح من 5 إلى 6 أضحيات، لكن على الأسعار هذي لو أبي أخذ نعيمي سوري راح يوصل سعرها ألف دينار».
متسائلة: لماذا هذه المبالغة بالأسعار، ففي السابق كنت آخذ 6 أضحيات، لكن مع هذه الأسعار لن آخذ حتى 3 أضاحي، وقالت راح أقولك شغلة وهي معروفة في كل مكان، عند توفر أي سلعة وبكميات تقل أسعارها وبالعام السابق كانت الأغنام من الكويت والسعودية، لكن هذا العام متوافرة من عدة بلدان ولاتزال الأسعار مرتفعة ولو تجيب الأغنام من كل بلدان العالم راح تبقى الأسعار مرتفعة.