أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن إسقاط أكثر من 280 طائرة مسيرة أوكرانية في هجوم جوي واسع النطاق خلال الليلة الماضية، مما يمثل أحد أكبر التصعيدات في القتال الجوي منذ بداية الحرب في أوكرانيا. وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع تقديم كييف خطة محدثة للولايات المتحدة بشأن مستقبل المفاوضات، مما يشير إلى استمرار الجهود الدبلوماسية وسط القتال الشديد.
وقالت الوزارة إن الهجوم استهدف مناطق مختلفة من روسيا، بما في ذلك العاصمة موسكو، حيث تم اعتراض 32 طائرة مسيرة قبل وصولها إلى المدينة. أدى هذا الهجوم إلى تعطيل حركة الطيران في مطارات موسكو الرئيسية، مع قيود وإلغاءات للرحلات الجوية.
هجوم الطائرات المسيرة وتأثيره على البنية التحتية الروسية
وفقًا لبيان وزارة الدفاع الروسية، تم رصد وتدمير 287 طائرة مسيرة أوكرانية بين الساعة 11:00 مساءً يوم 10 ديسمبر والساعة 7:00 صباحًا يوم 11 ديسمبر بتوقيت موسكو. لم تقدم الوزارة تفاصيل حول أنواع الطائرات المسيرة المستخدمة أو الأهداف المحددة التي كانت تستهدفها.
أدى الهجوم إلى فرض قيود مؤقتة على العمليات في مطارات شيريميتيفو ودوموديدوفو وفنوكوفو وجوكوفسكي في موسكو، حسبما أفادت وكالة “روسافياسيا” للطيران. وقد أدت هذه الإجراءات إلى تعطيل خطط السفر للعديد من الركاب.
تأثير الهجوم على حركة الطيران المدني
أفادت التقارير الواردة من وكالات الأنباء الروسية عن إلغاء أو تأجيل أو تحويل عشرات الرحلات الجوية إلى وجهات بديلة. ويشير هذا إلى أن الهجوم كان له تأثير كبير على حركة الطيران المدني في المنطقة.
تأتي هذه الهجمات في وقت تشهد فيه أوكرانيا تصعيدًا في قتالها ضد روسيا، حيث يواصل الجيش الأوكراني تنفيذ ضربات بطائرات مسيرة داخل الأراضي الروسية، مستهدفًا مواقع عسكرية ومنشآت للطاقة.
الجهود الدبلوماسية وتحديث الخطة الأوكرانية
بالتزامن مع التصعيد العسكري، قدمت أوكرانيا خطتها المحدثة للولايات المتحدة، بهدف إيجاد حل دبلوماسي للصراع. وقد أكد مسؤولون أوكرانيون رفيعو المستوى هذا الأمر.
أرسل مستشار الأمن القومي الأوكراني ورئيس المفاوضات رستم أوميروف الرد الأوكراني إلى جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وصهره. وذكر مسؤول أوكراني أن الرد يتضمن ملاحظات وتعديلات مقترحة “لجعل الأمر قابلًا للتنفيذ بالكامل”.
وقبل إرسال الرد، أجرت كييف مشاورات مكثفة مع حلفائها الأوروبيين، وخاصة فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة. تهدف هذه المشاورات إلى ضمان توافق الخطة الأوكرانية مع مصالح وأولويات الشركاء الرئيسيين.
وتشمل الخطة المحدثة أفكارًا جديدة لمعالجة القضايا العالقة، مثل وضع الأراضي المتنازع عليها ومستقبل محطة زابوريجيا النووية، وهي نقطة خلاف رئيسية بين الطرفين.
مصادرة سفينة في أوديسا
في تطور منفصل، أعلنت أوكرانيا عن مصادرة سفينة في ميناء أوديسا للاشتباه في ارتباطها بـ”أسطول الظل الروسي” ونقلها بضائع إلى القرم المحتلة بشكل غير قانوني. وأوضح جهاز الأمن الأوكراني أن السفينة كانت تحمل طاقمًا دوليًا وأن الوثائق والخطط التي تم العثور عليها على متنها تثبت دخولها غير القانوني إلى الموانئ الأوكرانية المحتلة.
تأتي هذه الخطوة في إطار جهود أوكرانيا لمكافحة الأنشطة غير القانونية التي تدعم الاحتلال الروسي.
منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022، تتعرض أوكرانيا لغارات جوية شبه يومية على مناطق مختلفة من البلاد.
من المتوقع أن تستمر المناقشات حول الخطة الأوكرانية المحدثة في الأيام والأسابيع المقبلة، مع التركيز على إيجاد حلول عملية للقضايا العالقة. كما يجب مراقبة التطورات العسكرية عن كثب، بما في ذلك أي تصعيد إضافي في القتال الجوي أو البري. يبقى مستقبل المفاوضات غير مؤكدًا، ويعتمد على استعداد كلا الطرفين لتقديم تنازلات والتوصل إلى اتفاق سلام عادل ومستدام.












