كرة القدم، الرياضة الأكثر شعبية في العالم، لا تقتصر على المهارات الفنية والتكتيكية، بل تشهد أحيانًا لحظات غير متوقعة تتجاوز حدود اللعب النظيف. بعض هذه اللحظات تنتهي بقرارات تحكيمية صارمة، أبرزها الطرد، الذي يغير مجرى المباراة ويترك المشجعين في حالة صدمة. في هذا التقرير، نستعرض أغرب حالات الطرد في تاريخ كرة القدم، تلك التي أثارت جدلاً واسعًا وأصبحت جزءًا من ذاكرة اللعبة.
منذ بداياتها، شهدت كرة القدم حالات طرد متنوعة، ولكن بعضها يظل عالقًا في الأذهان بسبب غرابة الأسباب أو حدة ردود الأفعال. هذه الحالات ليست مجرد مخالفات فنية، بل تعكس أيضًا الجانب الإنساني والعاطفي للاعبين، وكيف يمكن للضغط والتوتر أن يؤديا إلى تصرفات غير منطقية. تتراوح الأسباب من الاحتفالات الغريبة إلى الاعتداءات الجسدية، مرورًا بالجدالات مع الحكام والخصوم.
أغرب حالات الطرد في تاريخ كرة القدم
تعتبر حالات الطرد جزءًا لا يتجزأ من قوانين كرة القدم، وتهدف إلى الحفاظ على الروح الرياضية ومنع العنف داخل الملعب. ومع ذلك، فإن بعض القرارات التحكيمية تثير الدهشة والاستياء، خاصة عندما تكون الأسباب غير تقليدية أو مبالغ فيها. فيما يلي بعض الأمثلة البارزة على هذه الحالات:
نيمار: الاحتفال بقناع الوجه في أبريل/نيسان 2011، خلال دور المجموعات من كأس ليبرتادوريس، تلقى نيمار بطاقة صفراء ثانية وطرد بسبب ارتداء قناع وجه تسلمه من أحد المشجعين أثناء الاحتفال بتسجيل هدف. اعتبر الحكم هذا التصرف مخالفًا لقواعد اللعبة.
خوسيه خيمينيز: رمي كلب إلى لوحة الإعلانات في مباراة بيلا فيستا، أثار خيمينيز غضبًا واسعًا عندما أمسك بكلب ضال دخل الملعب وألقاه بقوة نحو اللوحة الإعلانية. أدى هذا الفعل إلى طرده المباشر وتعرضه لانتقادات حادة بسبب القسوة.
لي بوير وكيرون داير: اشتباك زميلين في واحدة من أغرب الحوادث، تبادل لاعبا نيوكاسل لي بوير وكيرون داير اللكمات داخل الملعب خلال مباراة رسمية أمام 52 ألف متفرج. لم يتردد الحكم في طرد كلا اللاعبين.
فابيان أوريلانا: رمي العشب على بوسكيتس في أبريل/نيسان 2015، قام أوريلانا برمي حفنة من العشب على وجه سيرجيو بوسكيتس لاعب برشلونة، في محاولة لإزعاجه وتأخير اللعب. اعتبر الحكم هذا التصرف استفزازيًا وطرد أوريلانا.
فاليري كاربين: التصفيق الساخر للجماهير تعرض كاربين لصافرات وإهانات من الجماهير طوال المباراة. عند استبداله، التفت للجمهور وصفق لهم بسخرية، مما أدى إلى حصوله على بطاقة صفراء ثانية وطرد.
إيدن هازارد: سحب سروال جامع الكرات في عام 2013، حاول هازارد انتزاع الكرة من جامع الكرات الذي كان يضيع الوقت، لكنه انتهى به الأمر بسحب سرواله أثناء المحاولة. اعتبر الحكم هذا الفعل عنيفًا وطرد هازارد.
جوزيب شيمونيتش: ثلاث بطاقات صفراء قبل الطرد في كأس العالم 2006، ارتكب الحكم خطأ تاريخيًا بمنح شيمونيتش ثلاث بطاقات صفراء قبل أن يدرك ويخرج البطاقة الحمراء. أصبحت هذه اللقطة من أكثر اللحظات غرابة في تاريخ التحكيم.
زين الدين زيدان: النطحة الشهيرة في نهائي مونديال 2006، فاجأ زين الدين زيدان العالم بنطحته القوية لماركو ماتيرازي، مما أدى إلى طرده المباشر وإنهاء مسيرته الدولية بشكل مفاجئ. لا تزال هذه اللقطة محط جدل حتى اليوم.
خافيير ماسكيرانو: ركل سائق النقالة خلال مباراة بين الأرجنتين والإكوادور عام 2013، ركل ماسكيرانو سائق عربة النقالة أثناء نقله من الملعب، مما أدى إلى طرده المباشر.
أندريه بايكي: إسقاط نقالة غانا في نصف نهائي أمم أفريقيا 2008، غضب بايكي من عرقلة الطاقم الطبي الغاني لزميله، فدفع النقالة بقوة وأسقطها أرضًا، مما أدى إلى طرده.
ماريو جيوروفسكي: خلع البنطال للاحتفال بعد تسجيل هدف الفوز في الدوري التايلندي، خلع جيوروفسكي سرواله القصير ووضعه على رأسه احتفالًا. اعتبر الحكم هذا التصرف غير لائق ومنحه بطاقة صفراء ثانية وطرد.
هذه الحالات، على الرغم من غرابتها، تذكرنا بأهمية الالتزام بالروح الرياضية والتحكم في الانفعالات داخل الملعب. كما تسلط الضوء على الدور الحاسم للحكام في الحفاظ على النظام وتطبيق قوانين اللعبة.
من المتوقع أن يستمر الجدل حول قرارات التحكيم في كرة القدم، خاصة مع تطور التكنولوجيا وظهور تقنية الفيديو المساعد (VAR). ومع ذلك، فإن العنصر البشري سيظل دائمًا جزءًا من اللعبة، مما يعني أن الأخطاء والقرارات المثيرة للجدل ستظل واردة. سيراقب المشجعون والخبراء عن كثب كيفية تأثير هذه التطورات على مستقبل التحكيم في كرة القدم، وما إذا كانت ستساهم في تقليل الأخطاء وزيادة العدالة.













