اطلع الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، بحضور الأمير فهد بن سعد بن فيصل بن سعد نائب أمير المنطقة، على جهود هيئة التراث لتعزيز قطاع الحرف اليدوية في المنطقة، وذلك في إطار الاستعدادات لـ “عام الحرف اليدوية” 2025. يأتي هذا الاهتمام ضمن رؤية المملكة 2030 لتنمية القطاعات الثقافية والإبداعية، وتحقيق الاستدامة الاقتصادية من خلال الحفاظ على التراث الوطني.
أهمية الحرف اليدوية ودعم هيئة التراث
تعتبر الحرف اليدوية جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية السعودية، وتمثل رافدًا اقتصاديًا هامًا للمجتمعات المحلية. وقد أكد الأمير الدكتور فيصل بن مشعل على أهمية الاستمرار في تمكين الحرفيين والحرفيات، ودعم تسويق منتجاتهم، وفتح آفاق جديدة للشباب للانخراط في هذا القطاع الحيوي. هذا الدعم يتوافق مع الجهود الوطنية الرامية إلى إحياء هذا الفن العريق وتعزيز مكانته.
مبادرات هيئة التراث لتطوير القطاع الحرفي
استعرضت الدكتورة داليا اليحيى، مدير عام قطاع الحرف بهيئة التراث، خلال اللقاء المبادرات والمشاريع التي تنفذها الهيئة لتطوير قطاع الحرف اليدوية. وتشمل هذه المبادرات تطوير الأنظمة واللوائح الخاصة بالقطاع، وتوثيق الحرف التقليدية، وتقديم برامج تدريبية ودعم مالي للحرفيين. كما تعمل الهيئة على تطوير برامج متخصصة تهدف إلى رفع مستوى مهارات الحرفيين وتعزيز جودة منتجاتهم.
وتشمل مجالات الحرف اليدوية التي تركز عليها الهيئة (11) مجالًا رئيسيًا و (51) مجالًا فرعيًا، مما يعكس التنوع الكبير في هذا القطاع. يهدف “عام الحرف اليدوية” إلى التوعية بقيمة هذه المهن، وتسليط الضوء على أنواع الحرف السعودية، وتعزيز حضورها في الأسواق المحلية والدولية.
نظام الحرف والصناعات اليدوية
أشار العرض إلى اعتماد مجلس الوزراء لنظام الحرف والصناعات اليدوية، والذي يُعد خطوة تنظيمية هامة تساهم في تطوير القطاع الحرفي وحماية حقوق الحرفيين. يهدف النظام إلى تنظيم ممارسة الحرف، وتشجيع الاستثمار فيها، وتوفير بيئة داعمة لنموها وازدهارها.
وبلغ عدد الحرفيين المسجلين في السجل الحرفي في المملكة قرابة 10 آلاف حرفي وحرفية، وحصل حوالي 5500 منهم على التراخيص اللازمة للاستفادة من الدعم والمزايا التي تقدمها الهيئة. هذه التراخيص تتيح لهم المشاركة في المعارض والمهرجانات، والحصول على التمويل اللازم لتطوير أعمالهم.
القصيم.. مركز للحرف التقليدية
تتميز منطقة القصيم بتاريخها العريق في مجال الحرف اليدوية، حيث تزخر بالعديد من الحرفيين المهرة الذين يقدمون منتجات تراثية فريدة من نوعها. وأكد مدير فرع هيئة التراث بالقصيم، إبراهيم المشيقح، أن المنطقة شهدت إصدار 299 رخصة لممارسي الحرف اليدوية حتى الآن.
ومن أبرز الحرف التي تشتهر بها القصيم المشغولات اليدوية، والمنتجات الجلدية، والأعمال الخشبية، بالإضافة إلى الأبواب النجدية والحرف الخشبية التقليدية. هذه الحرف تعكس الهوية الثقافية للمنطقة، وتعتبر جزءًا من تراثها الغني.
مشروع بيت الحرفيين
يُعد مشروع بيت الحرفيين في منطقة القصيم من المبادرات الهامة التي تدعم الحرفيين وتساهم في تطوير مهاراتهم. وقد وصل المشروع إلى مرحلته الثالثة، وأسهم في إنتاج حوالي 1550 قطعة حرفية من خلال مشاركة 40 متدربًا حصلوا على رخصة ممارس حرفي. كما استفاد من برامج المشروع 190 شابًا وفتاة، مما يعكس التزام الهيئة بتمكين الشباب في هذا القطاع.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل الهيئة على تطوير البرامج التسويقية والتمويلية، وإجراء الدراسات والنشر، وتوثيق الأبحاث الحرفية، والمشاركة في المؤتمرات والجلسات العلمية بالتعاون مع الجامعات والهيئات المختلفة. تهدف هذه الجهود إلى التعريف بقطاع الحرف اليدوية، وتشجيع الاستثمار فيه، وتعزيز مكانته على الصعيدين المحلي والدولي.
من المتوقع أن تشهد السنوات القادمة المزيد من التطورات في قطاع الحرف اليدوية، مع استمرار هيئة التراث في تنفيذ مبادراتها وبرامجها. ويجب مراقبة التقدم المحرز في تطبيق نظام الحرف والصناعات اليدوية، وتأثيره على نمو القطاع. كما يجب متابعة جهود الهيئة في دعم الحرفيين وتسويق منتجاتهم، وتقييم فعاليتها في تحقيق أهداف “عام الحرف اليدوية” 2025.












