بقلم: يورونيوز
نشرت في
المقهى المعروف باسم “البقعة”، تأسس قبل نحو أربعين عامًا وتديره عائلة محلية، وكان مؤلفًا من طابقين: طابق علوي مفتوح وآخر سفلي ذي نوافذ واسعة تطلّ على البحر. في لحظة القصف، كان المكان يعجّ بالمدنيين الباحثين عن استراحة قصيرة من أعباء الحياة في قطاع يعاني من الحصار والمجاعة.
أسفر الهجوم عن مقتل ما بين 24 و36 فلسطينيًا، بحسب مصادر طبية ومسؤولين محليين. من بين القتلى صانع أفلام معروف، فنان تشكيلي، ربة منزل في الخامسة والثلاثين من عمرها، وطفل يبلغ من العمر أربع سنوات. كما أُصيب العشرات، من بينهم صبي في الرابعة عشرة وطفلة في الثانية عشرة.
“خرق صارخ للقوانين الدولية”
أكد خبراء في القانون الدولي لصحيفة “الغارديان” أن الحفرة العميقة التي خلّفها الانفجار تُعدّ مؤشرًا إضافيًا على استخدام ذخيرة ثقيلة كالـMK-82، والتي تُحدث موجة انفجارية هائلة وتنثر شظاياها على نطاق واسع، ما يجعلها سلاحًا عشوائيًا في مناطق مدنية.
وبحسب القانون الدولي المستند إلى اتفاقيات جنيف، يُحظر على أي قوة عسكرية شنّ هجمات قد تُلحق “خسائر عرضية مفرطة” في صفوف المدنيين مقارنة بالفائدة العسكرية المحتملة.
واعتبر الخبراء أن استخدام قنبلة من هذا النوع في منطقة مكتظة بالمدنيين، بينهم أطفال ونساء وكبار في السن، يُعدّ خرقًا صارخًا ويشكّل جريمة حرب.
ويُذكر أن منطقة الميناء التي يقع فيها مقهى “البقعة” لم تكن مشمولة بأي من أوامر الإخلاء، ولم تُوجَّه إلى سكانها تحذيرات مسبقة، رغم أن الطرق المؤدية إلى المكان كانت مرئية من الأعلى، ما يجعل وجود المدنيين واضحًا للطيران المُغير.
وفي قطاع يقطنه 2.3 مليون فلسطيني يعانون من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، لم تعد الأماكن العامة مثل المقاهي والشواطئ ملاذًا آمنًا، بل تحوّلت إلى أهداف محتملة وأماكن قد لا تسلم من الخطر.