قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن حكومة بنيامين نتنياهو ،المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، تبدي تمسكا بشروطها الخمسة لإنهاء الحرب في غزة، لكنها لم تغلق الباب تماما عن صفقة جزئية، بينما قال البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة تدرس المقترح الذي وافقت عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أول أمس الاثنين.
وأكد مكتب نتنياهو أن الحكومة متمسكة “بالمبادئ الخمسة لإنهاء الحرب، وهي نزع سلاح حماس وقطاع غزة وإعادة المخطوفين وسيطرة أمنية إسرائيلية وحكم مدني بديل من حماس والسلطة الفلسطينية”، وفقا لما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية.
كما نُقل عن مكتب نتنياهو، أمس الثلاثاء، أن إسرائيل تطالب بالإفراج عن جميع المحتجزين الخمسين في قطاع غزة، دون توضيح إن كان المقصود إطلاق سراحهم دفعة واحدة.
ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية هذه التصريحات بالغامضة، وأوضحت أن إسرائيل قد تقدم ردها الرسمي بحلول يوم الجمعة المقبل. وأشارت عدة تحليلات في الصحافة المحلية إلى أن الغموض الحالي قد يكون “تكتيكا تفاوضيا”.
هل تجادل #إسرائيل وتتعنت أمام الـ2% التي عدلها الوسطاء على مقترح ويتكوف؟#حرب_غزة #مسار_الأحداث pic.twitter.com/dgmW8kasws
— قناة الجزيرة (@AJArabic) August 20, 2025
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن هذه التصريحات “لا تغلق الباب تماما أمام صفقة جزئية، لكنها بالتأكيد توحي بأن إسرائيل ترفض في الوقت الحالي مقترح الوسطاء الجديد”.
وأضافت “منذ وصول رد حماس إلى إسرائيل مساء الاثنين، عقد نتنياهو مشاورات مع فريق التفاوض، لكنه لم يجتمع بعد بالكابينت (المجلس الوزاري المصغر) الذي من المقرر أن يلتئم يوم الخميس”.
احتلال مدينة غزة
وقال مراسل هيئة البث الإسرائيلية، إن نتنياهو “مقتنع بضرورة البدء بالعملية العسكرية في مدينة غزة ولو رمزيا”، لأن هذه الخطوة “قد تضغط على حماس”.
وأقرت وزارة الدفاع الإسرائيلية، الثلاثاء، خطط احتلال مدينة غزة، وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن المرحلة التمهيدية بدأت فعلا “بعمليات مركزة في حي الزيتون ومنطقة جباليا”.
وقالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين إن “الجميع يعرف أن الظروف ناضجة لإبرام صفقة”، مجددة اتهامها نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب- بإفشال الصفقة والتوجه إلى احتلال مدينة غزة.
الموقف الأميركي
من ناحية أخرى، قال المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في مقابلة لقناة فوكس نيوز، إن الرئيس دونالد ترامب يريد إنهاء الصراع في غزة فورا، وفق تعبيره.
وتابع “يجب أن ينتهي هذا الصراع، كما يجب إعادة الرهائن العشرين (الأحياء) إلى عائلاتهم وذويهم. ويجب كذلك إطلاق سراح عدد متناسب من السجناء الفلسطينيين”.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض قالت في مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تواصل مناقشة مقترح وقف إطلاق النار الذي قبلته حركة حماس.
وقد أعلنت حركة حماس، أمس الاثنين، أنها أبلغت هي والفصائل الفلسطينية موافقتها على المقترح الذي قدمه الوسيطان قطر ومصر.
من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، إن المقترح الذي وافقت عليه حماس يتضمن مسارا لوقف دائم لإطلاق النار، وهو “أفضل ما يمكن تقديمه حاليا” للحفاظ على أرواح المدنيين في غزة.
وأشار إلى أن الوسطاء ينتظرون ردا من إسرائيل على المقترح، وأضاف “لا مدى زمنيا للرد، ولكن سمعنا أن إسرائيل تبحث الأمر ونتمنى ردا سريعا وإيجابيا”.
وأعلنت حماس مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة والإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، لكن نتنياهو طرح شروطا جديدة، منها نزع سلاح المقاومة الفلسطينية كما يصر حاليا على احتلال مدينة غزة.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي -بدعم أميركي- حرب إبادة على سكان قطاع غزة أسفرت، حتى الآن، عن استشهاد أكثر من 62 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 156 ألفا وتشريد سكان القطاع كلهم تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية. كما استشهد 269 فلسطينيا جراء التجويع، منهم 112 طفلا.
المصدر: الجزيرة + وكالات + الصحافة الإسرائيلية