تعرضت مجندة إسرائيلية لإصابة في عملية دهس وقعت بالقرب من مستوطنة كريات أربع جنوب الضفة الغربية المحتلة مساء الاثنين، مما أدى إلى استنفار أمني إسرائيلي واسع النطاق. وتأتي هذه الحادثة وسط تصاعد التوترات في المنطقة، وجهود مكثفة من قبل الجيش الإسرائيلي للبحث عن منفذ العملية، مما يثير مخاوف من مزيد من التصعيد في العنف، وتركيز الضوء على عمليات الدهس كشكل من أشكال المقاومة الفلسطينية المتزايدة.
وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي بأن عملية الدهس وقعت عند مفترق يهودا بالقرب من الخليل، وأن المجندة المصابة قد نُقلت إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم. وذكر الجيش أنه رصد إصابة منفذ العملية بعد إطلاق النار عليه، وأن فرق البحث تقوم بتمشيط المنطقة لتحديد مكان اختفائه والقبض عليه.
حماس تبارك عملية الدهس وتبررها في سياق الاحتلال
أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، عن مباركتها لعملية الدهس، واصفة إياها بأنها “عمل بطولي” يأتي ردًا على “جرائم الاحتلال الصهيوني المستمرة” ضد الفلسطينيين. وشددت الحركة على أن هذه العملية هي جزء من “غضب شعبي مشروع” تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة، بما في ذلك عمليات القتل والإعدام الميدانية، وهدم المنازل، والاعتداءات على المدنيين.
وأضافت حماس أن تصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية هو نتيجة مباشرة لـ”التغول الاحتلالي” ومحاولات “تصفية القضية الفلسطينية” من خلال التهويد والاستيطان والضم. كما أكدت الحركة على أن “المقاومة ستبقى الخيار المشروع” لمواجهة ما تصفه بـ”الاحتلال وجرائمه”.
رد فعل إسرائيلي واقتحام واسع النطاق للخليل
وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية إن القوات الإسرائيلية تطارد مركبة يُعتقد أنها تابعة لفلسطينيين، بعد أن تخلت عنها وفرت باتجاه مدينة الخليل. وقد استجابت القوات الإسرائيلية باقتحام واسع النطاق للمدينة، ودهم محيط مستشفيات الأهلي والميزان والمحتسب بالإضافة إلى الهلال الأحمر التخصصي.
وقد أدى هذا الاقتحام إلى توترات كبيرة في المدينة، وتسبب في إعاقة حركة المرور، وتعطيل الخدمات الأساسية. وتشهد مدينة الخليل، وغيرها من مدن الضفة الغربية، توتراً متزايداً بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى المستوطنين.
تداعيات الحادثة وتصاعد العنف في الضفة الغربية
وتأتي عملية الدهس في سياق تصاعد ملحوظ للعنف في الضفة الغربية، حيث تشهد المنطقة هجمات متزايدة من قبل الجيش الإسرائيلي والمستوطنين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم. وبحسب الإحصائيات الفلسطينية، فقد ارتقى شهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ما لا يقل عن 1085 فلسطينيا، فيما أصيب أكثر من 10 آلاف آخرين.
بالإضافة إلى ذلك، فقد اعتقلت القوات الإسرائيلية أكثر من 21 ألف فلسطيني في الضفة الغربية خلال نفس الفترة. وتتزايد المخاوف من أن يؤدي هذا التصعيد في العنف إلى إشعال مزيد من التوترات، وتقويض جهود السلام في المنطقة، ويزيد من حالات التطرف والعنف.
وتعتبر عمليات الدهس من بين الأساليب التي يلجأ إليها بعض الفلسطينيين للتعبير عن رفضهم للاحتلال، والاحتجاج على الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة. وتشكل هذه العمليات تحدياً أمنياً للقوات الإسرائيلية، وتتطلب منها بذل جهود كبيرة لمنع وقوعها، والتعامل مع تداعياتها. وتشكل هذه العمليات جزءا من منظومة المقاومة الفلسطينية.
من المتوقع أن يستمر الجيش الإسرائيلي في عمليات البحث والملاحقة للمنفذين في حادثة الدهس، مع احتمال استمرار التوتر الأمني في الضفة الغربية. ويراقب المراقبون عن كثب التطورات في المنطقة، ويخشون من أن يؤدي هذا التصعيد المستمر إلى انفجار شامل، ويقوض أي فرصة لتحقيق سلام دائم.











