يشهد الساحل الشرقي للولايات المتحدة أحوالًا جوية قاسية، مع اجتياح العواصف الممطرة والرياح العاتية أجزاء واسعة من المنطقة يوم الأربعاء، وسط تحذيرات من فيضانات مفاجئة وانقطاع محتمل للتيار الكهربائي.
ويرجع خبراء الأرصاد هذه الأحوال إلى ظاهرة “النهر الجوي”، التي تنقل كميات كبيرة من بخار الماء من المناطق الاستوائية إلى الشمال، إلى جانب تطور إعصار قد يتسبب في هطول أمطار غزيرة وهبوب رياح مدمرة.
أمطار وفيضانات وأضرار محتملة
تشير التوقعات إلى أن مناطق من كارولينا الشمالية حتى جنوب نيو إنغلاند ستشهد عواصف رعدية شديدة، مع احتمال تشكل بعض الأعاصير في المناطق الجنوبية، بما في ذلك أجزاء من فلوريدا.
في ولاية ماين، تسببت الأمطار المتجمدة في حوادث انزلاق المركبات، أعقبها هطول أمطار غزيرة وارتفاع غير معتاد في درجات الحرارة، بينما تجاوزت سرعة الرياح 97 كيلومترًا في الساعة. وأغلقت بعض المدارس في نيو إنغلاند، فيما تستعد المرافق العامة لاحتمال انقطاع التيار الكهربائي بسبب الأضرار المحتملة الناجمة عن الرياح العاتية.
في مدينة غراي بولاية ماين، أوضح ديريك شروتر، خبير الأرصاد الجوية في هيئة الأرصاد الجوية الوطنية، أن “النهر الجوي” يتسبب في كميات هائلة من الرطوبة من المحيط الأطلسي، ما يجعل نيو إنغلاند من بين المناطق الأكثر تضررًا. ووفقًا لشروتر، فإن العاصفة قد تشهد ما يُعرف باسم “إعصار القنبلة”، وهي ظاهرة تتمثل في اشتداد سريع للإعصار خلال فترة زمنية قصيرة، ما يعزز من شدتها وخطورتها.
وقال خبراء الأرصاد إن الفيضانات المفاجئة تمثل مصدر قلق رئيسي، لا سيما في فيرمونت، حيث حذرت السلطات السكان من ارتفاع منسوب المياه. وفي مدينة مونبلييه، نصحت السلطات السكان بمراقبة مستويات الأنهار عن كثب، وصدر تحذير من الفيضانات يمتد حتى صباح الخميس.
ثلوج وانهيارات جليدية
تشهد المناطق الجبلية في شمال شرق الولايات المتحدة أوضاعًا أشد خطورة، حيث حذر مركز الانهيارات الثلجية في جبل واشنطن من احتمال وقوع انهيارات ثلجية مفاجئة في سلسلة الجبال الرئاسية، مع التساقط الكثيف للثلوج في الأسابيع الأخيرة.
وفي ولاية فيرمونت، حثت السلطات المحلية السكان على توخي الحذر ورفع الممتلكات من الطوابق السفلية في المناطق المعرضة للفيضانات. ونشرت منتجعات التزلج في الشمال الشرقي تنبيهات للزوار بشأن الاستعداد ليوم فوضوي، إذ نصح منتجع ستراتون ماونتن ريزورت رواده بتجهيز معدات مقاومة للماء.
وعلى صعيد آخر، سلطت جين روبرتس، مالكة متجر معدات رياضية في فيرمونت، الضوء على التأثير الاقتصادي للعاصفة، مشيرة إلى أن تساقط الثلوج في الأيام الأخيرة كان يُنعش مبيعات معدات التزلج، لكن العاصفة قد تؤدي إلى ذوبان الثلوج وفقدان الكثير من تلك الفرص التجارية.