بقلم: يورونيوز
نشرت في
نجح فريق طبي في إنقاذ سلحفاة بحرية رأسية حمراء (Loggerhead) ضخمة بعد أن أصيبت جراء اصطدامها بقارب قبالة الساحل الأطلسي لولاية فلوريدا. وقد تم نقل السلحفاة البالغة إلى مركز “لوجيرهيد مارين لايف” لتلقي العلاج، لكن حجمها الكبير شكّل تحدياً لوجستياً وطبياً غير متوقَّع.
أُطلق على السلحفاة اسم “بينيوايز”، وهي تزن 302 رطلاً، ما جعلها أكبر من أن تخضع لفحص تصوير طبقي محوري (CAT scan) باستخدام الأجهزة المتوفرة في المركز. وفي محاولة أولى، تم نقلها إلى مستشفى مركز جوبيتر الطبي، حيث كان الهدف إجراء الفحص عبر جهاز مخصص للبشر، لكنه لم يكن مناسباً لحجمها الضخم.
لم تنتهِ المحاولة عند هذا الحد؛ بل تم نقل بينيوايز إلى عيادة طب الخيول في بالم بيتش في ويلنغتون، حيث خضعت لفحص باستخدام جهاز تصوير مقطعي مصمم للخيول. وجاءت النتيجة إيجابية، إذ تمكن الفريق الطبي من الحصول على صور دقيقة لتحديد مدى خطورة إصابتها الداخلية.
وبعد تحليل الصور، كشف التشخيص عن مفاجأة سارة: السلحفاة التي تنتمي إلى نوع مهدد بالانقراض، كانت في حالة تكاثرية، وتحمل كمية كبيرة من البيض، مما زاد من أهميتها البيئية والتكاثرية.
وفي تصريحات أدلت بها هيثر بارون، مدير مركز “لوجيرهيد مارين لايف”، أكدت أن “بينيوايز” وصلت إلى المركز في عطلة نهاية الأسبوع الماضية بمساعدة شركاء من مجموعة البحث المائي (In Water Research Group) في مقاطعة سانت لوسي، بعد تعرضها لاصطدام بقارب.
وأضافت: “إنها بلا شك فرد مهم للغاية من نوعها، لأنها حالياً في حالة تكاثرية، أي أنها تحمل بيضًا. ونتمنى أن نتمكن من إعادة تأهيلها وإرجاعها إلى بيئتها الطبيعية في أقرب وقت ممكن لتضع تلك البيض.”
وأوضحت بارون أن موسم التعشيش للسلاحف الرأسية الحمراء في فلوريدا يبدأ في الأول من مارس ويستمر حتى 31 تشرين الأول/ أكتوبر، وهو الوقت الذي تتجمع فيه أعداد كبيرة من السلاحف قرب الشواطئ لوضع البيض.
وأشارت إلى أن “بينيوايز” ربما كانت في طريقها إلى الشاطئ لوضع البيض عندما وقع الحادث، وهو ما يبرز الحاجة الملحة إلى زيادة الوعي بين مالكي القوارب.
ودعت بارون مالكي القوارب إلى التخفيف من السرعة خلال هذه الفترة، خاصة في “منطقة حماية السلاحف البحرية”، وهي منطقة تمتد على بعد ميل واحد من الشاطئ، وتُعتبر ممراً حيوياً للسلاحف في موسم التكاثر.
وتُعد هذه الحادثة تذكيراً بأهمية التعاون المجتمعي في حماية الأنواع المهددة بالانقراض، وضرورة اتخاذ إجراءات وقائية لتفادي التصادمات بين القوارب والحياة البحرية في المناطق الحساسة.