أعلنت شركة إيرباص أن الغالبية العظمى من طائراتها من طراز A320، والتي يبلغ عددها حوالي 6000 طائرة، قد خضعت لتعديلات برمجية ضرورية خلال عطلة نهاية الأسبوع. يأتي هذا الإجراء بعد اكتشاف عيب في البرمجيات يؤثر على أنظمة التحكم في الطيران، مما دفع الشركة إلى إصدار أمر استدعاء شامل لتجنب أي تعطيل واسع النطاق في حركة الطيران العالمية. هذا الاستدعاء هو الأكبر من نوعه في تاريخ الشركة.
وأكدت إيرباص في بيان رسمي اليوم الاثنين، أن أقل من 100 طائرة لا تزال بحاجة إلى تحديثات برمجية قبل أن تتمكن من العودة إلى الخدمة بشكل آمن. وقد بدأت الشركة بالفعل في تنفيذ خطة الإصلاحات، مع التركيز على ضمان سلامة الركاب والطاقم.
إيرباص تعتذر وتوضح تفاصيل عيب طائرات A320
جاء الإعلان عن العيب بعد حادثة وقعت قبل شهر تقريبًا، كشفت عن الحاجة إلى تحديث عاجل للبرنامج الذي يدعم أنظمة التحكم في الطيران. وقد أدى هذا الاكتشاف إلى إصدار أمر طارئ من الجهات التنظيمية، يلزم بإجراء فحوصات وإصلاحات قبل كل رحلة.
وقدمت إيرباص اعتذارًا رسميًا عن أي تحديات أو تأخيرات قد تكون لحقت بالركاب وشركات الطيران نتيجة لهذا الإجراء. وأكدت الشركة التزامها الكامل بضمان أعلى معايير السلامة في جميع عملياتها.
وانخفض سهم إيرباص بنسبة 2.31% إلى 199.82 يورو (232.15 دولارًا) في بداية تداولات باريس، لكنه لا يزال يحقق مكاسب كبيرة هذا العام، حيث ارتفع بنحو 31%.
تأثير العيب وأسبابه
يؤثر العيب على برنامج يساعد في التحكم في أجهزة الحاسوب الخاصة بالمصاعد والجنيحات في الطائرة، وهي الأجزاء المسؤولة عن التحكم في ميل الطائرة أثناء الطيران. تشير إيرباص إلى أن السبب الرئيسي وراء هذا العيب هو “الإشعاع الشمسي الكثيف”، مما قد يتسبب في خلل في النظام الإلكتروني وتصرفه بشكل غير متوقع.
ويثير هذا الأمر تساؤلات حول مدى تأثير الظروف الجوية والفلكية على أنظمة الطيران الحديثة، وأهمية تطوير أنظمة أكثر مقاومة لهذه العوامل. تعتبر شركات الطيران بشكل متزايد عوامل مثل الطقس الفضائي في تقييم المخاطر التشغيلية.
أهمية برامج التشغيل الفعالة ودروس مستفادة
يُبرز هذا الاستدعاء الأهمية القصوى لبرامج التشغيل الفعالة في قطاع الطيران، والتي تساعد على ضمان سلامة الطائرات المعقدة مثل طائرة A320. إن الصيانة الدورية والتحديثات البرمجية ضرورية للحفاظ على أداء الطائرات وموثوقيتها.
وتستذكر شركات الطيران هذه الأحداث من خلال تجارب شركات الطيران الأخرى. فقبل بضع سنوات، واجهت شركة بوينغ تحديات مماثلة تتعلق بالسلامة في طائراتها من طراز 737 ماكس، مما أدى إلى تحطم طائرتين وسقوط ضحايا. وقد كشفت التحقيقات عن أخطاء في تصميم نظام تثبيت المناورة، وأهمية إجراء تقييمات شاملة للمخاطر قبل إدخال أي تغييرات على أنظمة الطائرات.
كما يشير الخبراء إلى أن الحادث يبرز أهمية التعاون الوثيق بين مصنعي الطائرات وشركات الطيران والجهات التنظيمية لتحديد ومعالجة أي مشاكل تتعلق بالسلامة بسرعة وفعالية. وتشمل التدابير الوقائية الأخرى تدريب الطيارين بشكل مكثف على التعامل مع حالات الطوارئ المحتملة.
الخطوات التالية وتوقعات مستقبلية في صيانة A320
من المتوقع أن تواصل إيرباص العمل عن كثب مع شركات الطيران لإكمال عملية تحديث البرامج في أسرع وقت ممكن. تعتمد المدة الزمنية المتبقية للإصلاح على توافر الموارد الفنية وقدرة شركات الطيران على جدولة الطائرات لإجراء التحديثات. تتوقع الشركة أن يتم الانتهاء من الإصلاحات المتبقية في غضون أسابيع قليلة. يجب على شركات الطيران مراقبة أي تطورات جديدة في هذا الشأن واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة رحلاتها.
يُنصح الركاب بالتحقق من شركات الطيران الخاصة بهم للحصول على آخر التحديثات حول جدولة الرحلات، مع التأكيد على أن سلامة الركاب هي الأولوية القصوى. من المهم أيضًا أن يكونوا على دراية بالإجراءات الأمنية المتبعة في المطارات وأن يتعاونوا مع طاقم الطائرة والمسؤولين.













