بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
شارك في اللقاء من الجانب الإسرائيلي وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فيما مثّل سوريا وزير الخارجية أسعد الشيباني، وفق ما كشفه موقع “أكسيوس” الأمريكي نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين.
وهدف الاجتماع إلى بحث تفاهمات أمنية تتعلق بجنوب سوريا للحفاظ على وقف إطلاق النار ومنع تكرار سيناريو الأزمة الأخيرة التي اندلعت في السويداء وتبعتها غارات إسرائيلية على دمشق.
وكتب باراك عبر منصة “إكس”: “التقيت هذا المساء بالسوريين والإسرائيليين في باريس. كان هدفنا الحوار وخفض التصعيد، وقد أنجزنا ذلك بالضبط. وأكد جميع الأطراف التزامهم بمواصلة هذه الجهود”.
ويُعد هذا اللقاء أعلى مستوى من التواصل الرسمي بين الطرفين منذ أكثر من ربع قرن، وتحديدًا منذ الاجتماع الذي نظمه الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون عام 2000 في بلدة شيبردزتاون، والذي جمع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع.
لقاءات سرية.. وتمهيدٌ للتطبيع؟
صرّح مسؤول إسرائيلي رفيع لـ”أكسيوس” أن تل أبيب تأمل أن يُفضي هذا الاجتماع، إلى جانب التفاهمات الأمنية، إلى تعزيز استعداد سوريا للانخراط في خطوات دبلوماسية لاحقة.
والاجتماع شبه العلني في باريس سبقه سلسلة من اللقاءات السرّية خلال الأشهر الماضية، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين، بعضها تم بوساطة تركية. فبعد سقوط نظام الأسد، فتحت إسرائيل قنوات تواصل مع الحكومة التركية التي دعمت السلطات السورية الجديدة، وشُكّل خط اتصال مباشر بين الجيشين التركي والإسرائيلي لتفادي الاشتباكات الجوية في سوريا.
وذكر المسؤولون لـ”أكسيوس” أن ئيس الاستخبارات التركية إبراهيم كالين، اقترح على مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي إشراك مسؤولين سوريين في هذه المحادثات. وبناءً على هذا الاقتراح، عقد هنغبي اجتماعات عدة مع الوزير الشيباني في العاصمة الأذربيجانية باكو.
ومع تزايد انخراط مبعوث ترامب خلال الأسابيع الأخيرة في مساعي التوصل إلى تفاهمات أمنية قد تمهد لتطبيع العلاقات، تقرر إشراك الوزير ديرمر في المحادثات، كونه المكلّف بالتواصل مع البيت الأبيض.
وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن الحكومة خلصت إلى ضرورة تقديم حوافز أمريكية لدفع دمشق نحو الانفتاح على مسار التطبيع، وقد أوكلت هذه المهمة إلى ديرمر. وبعد أزمة السويداء الأخيرة، رأى باراك أن الظرف بات ملائمًا لعقد اجتماع ثلاثي، ضمّه إلى جانب ديرمر والشيباني.
ويؤكد مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون تحدثوا لـ”أكسيوس” أن لقاء باريس ليس سوى بداية، ويشددون على أهمية اتخاذ خطوات ملموسة لبناء الثقة بين الطرفين تمهيدًا لأي تقدم محتمل في المسار السياسي.