شهدت أسعار الذهب اليوم ارتفاعاً ملحوظاً، مدفوعة بتزايد التوقعات حول احتمال قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (الاحتياطي الفيدرالي) بتخفيض أسعار الفائدة خلال اجتماعه هذا الأسبوع. يأتي هذا الارتفاع في ظل حالة من الترقب في الأسواق المالية العالمية لمواقف البنوك المركزية الكبرى تجاه السياسة النقدية.
وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.3% ليصل إلى 2342.99 دولارًا للأوقية، بينما تراجعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم ديسمبر بنسبة طفيفة بلغت 0.2% لتسجل 2366.30 دولارًا للأوقية. هذا التذبذب الطفيف في العقود الآجلة يعكس حالة الحذر في السوق، على الرغم من الاتجاه الصعودي العام لـ سوق الذهب.
تأثير توقعات خفض الفائدة على أسعار الذهب
يعتبر الذهب ملاذاً آمناً تقليدياً، وغالباً ما يرتفع سعره في أوقات عدم اليقين الاقتصادي أو عندما تنخفض أسعار الفائدة. تخفيض أسعار الفائدة يجعل الاحتفاظ بالذهب أكثر جاذبية، حيث لا يدفع الذهب فائدة مثل السندات أو الودائع المصرفية.
تزايد التوقعات بخفض الفائدة يأتي بعد بيانات اقتصادية أمريكية أظهرت تباطؤاً في التضخم، مما عزز الآمال في أن الاحتياطي الفيدرالي قد يبدأ في تخفيف سياساته النقدية. وفقًا لتقارير حديثة، يرى معظم المحللين الآن أن هناك فرصة كبيرة لخفض الفائدة في اجتماع هذا الأسبوع.
العوامل المؤثرة الأخرى في سوق المعادن الثمينة
بالإضافة إلى قرارات الاحتياطي الفيدرالي، هناك عوامل أخرى تؤثر على أسعار المعادن الثمينة. تشمل هذه العوامل قوة الدولار الأمريكي، والطلب من الدول الناشئة مثل الصين والهند، والأوضاع الجيوسياسية العالمية.
على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي ضعف الدولار الأمريكي إلى جعل الذهب أرخص للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى، مما يزيد الطلب عليه. كما أن زيادة الطلب على الذهب من قبل البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم، والتي تسعى إلى تنويع احتياطياتها، يمكن أن تدعم الأسعار.
وفيما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى، استقرت أسعار الفضة عند مستوى 25.10 دولارًا للأوقية. يعتبر الذهب والفضة غالباً مرتبطين ببعضهما البعض، ولكن الفضة تستخدم أيضًا في الصناعة، مما يجعلها أكثر عرضة للتغيرات في النشاط الاقتصادي.
في المقابل، ارتفع سعر البلاتين بنسبة 0.3% ليصل إلى 920.56 دولارًا للأوقية، مدفوعًا بتوقعات زيادة الطلب من قطاع السيارات، حيث يستخدم البلاتين في محولات الحفازة.
بينما انخفض سعر البلاديوم بنسبة 0.5% ليصل إلى 975.55 دولارًا للأوقية. يعتبر البلاديوم أيضًا معدنًا صناعيًا مهمًا، ولكنه أكثر عرضة لتقلبات العرض بسبب تركزه في عدد قليل من البلدان المنتجة.
يرى خبراء الاستثمار في الذهب أن الأداء القوي للذهب يعكس قلق المستثمرين بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي. مع استمرار التوترات التجارية والجيوسياسية، يتجه المزيد من المستثمرين نحو الأصول الآمنة مثل الذهب لحماية ثرواتهم.
ومع ذلك، يحذر البعض من أن الارتفاع الحالي في أسعار الذهب قد يكون مبالغًا فيه، وأن الأسعار قد تنخفض إذا قرر الاحتياطي الفيدرالي عدم خفض أسعار الفائدة هذا الأسبوع.
بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع أسعار الفائدة في المستقبل يمكن أن يقلل من جاذبية الذهب، حيث يصبح الاحتفاظ بالأصول التي تدفع فائدة أكثر ربحية.
تشير التقارير إلى أن التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب (ETFs) قد زادت في الأسابيع الأخيرة، مما يشير إلى زيادة اهتمام المستثمرين بالذهب. هذه التدفقات النقدية يمكن أن تدعم الأسعار على المدى القصير.
من الجدير بالذكر أن أسعار الذهب تتأثر أيضًا بعوامل موسمية. عادة ما يكون الطلب على الذهب أعلى خلال فترات الأعياد والمناسبات الخاصة، مثل الزيجات، في بعض الثقافات.
في الختام، من المتوقع أن تستمر أسعار الذهب في التذبذب في المدى القصير، حيث يعتمد مسارها بشكل كبير على قرارات الاحتياطي الفيدرالي وبيانات الاقتصاد الأمريكي. سيراقب المستثمرون عن كثب اجتماع الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع للحصول على إشارات حول مستقبل السياسة النقدية وتأثيرها المحتمل على سعر الذهب. يبقى التضخم والنمو الاقتصادي العالمي من العوامل الرئيسية التي يجب مراقبتها في الأشهر المقبلة.













