حذر الدكتور خالد النمر، استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين، من التوقف عن علاج ارتفاع ضغط الدم، مؤكدًا أن العلاج في معظم الحالات يستمر مدى الحياة. جاء تحذير الدكتور النمر عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، ويهدف إلى توعية المرضى بأهمية الالتزام بالعلاج الدوائي لتجنب مضاعفات صحية خطيرة. هذا الموضوع يكتسب أهمية خاصة مع تزايد معدلات الإصابة بضغط الدم في المنطقة العربية.
أكد الدكتور النمر أن الاستمرار في العلاج ليس خيارًا مؤقتًا، بل هو ضرورة صحية مستمرة. وشدد بشكل خاص على أهمية التحكم في ضغط الدم أثناء فترة الحمل، محذرًا من المخاطر التي قد تتعرض لها الأم والجنين نتيجة للإهمال. هذه النصيحة تأتي في سياق الجهود المبذولة لخفض معدلات وفيات الأمهات والأطفال.
أهمية الالتزام بعلاج ارتفاع ضغط الدم
يعتبر ارتفاع ضغط الدم من الأمراض المزمنة الشائعة التي تصيب شريحة واسعة من السكان في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الدول العربية. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن ارتفاع ضغط الدم هو عامل خطر رئيسي لأمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض الكلى. لذلك، فإن التشخيص المبكر والعلاج المستمر هما مفتاح الوقاية من هذه المضاعفات.
لماذا يستمر علاج ضغط الدم مدى الحياة؟
في معظم الحالات، لا يعالج ارتفاع ضغط الدم بشكل كامل، بل يتم التحكم فيه. الأدوية المستخدمة تساعد على خفض ضغط الدم إلى مستويات آمنة، ولكنها لا تعالج السبب الجذري للمشكلة في كثير من الأحيان. بمجرد التوقف عن تناول الأدوية، غالبًا ما يعود ضغط الدم إلى الارتفاع، مما يزيد من خطر حدوث مضاعفات.
هناك بعض الحالات النادرة التي قد يتم فيها إيقاف علاج ضغط الدم، مثل الحالات التي يكون فيها الارتفاع ناتجًا عن سبب مؤقت وقابل للعلاج. ولكن هذه الحالات تشكل استثناءً للقاعدة، ويجب أن تتم تحت إشراف طبي دقيق.
مخاطر إهمال علاج ضغط الدم أثناء الحمل
تعتبر فترة الحمل من الفترات الحرجة التي تتطلب مراقبة دقيقة لضغط الدم. وفقًا للدكتور النمر، فإن إهمال التحكم في ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لكل من الأم والجنين. تشمل هذه المضاعفات تسمم الحمل، والولادة المبكرة، وانخفاض وزن الطفل عند الولادة.
تسمم الحمل هو حالة خطيرة تتميز بارتفاع ضغط الدم ووجود البروتين في البول. يمكن أن يؤدي إلى تلف الأعضاء الداخلية للأم والجنين. الولادة المبكرة تزيد من خطر حدوث مشاكل صحية لدى الطفل، مثل صعوبات التنفس ومشاكل في النمو.
عوامل الخطر المرتبطة بارتفاع ضغط الدم
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بـارتفاع ضغط الدم، بما في ذلك:
العمر: يزداد خطر الإصابة بضغط الدم مع التقدم في العمر.
التاريخ العائلي: إذا كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بضغط الدم، فأنت أكثر عرضة للإصابة به.
السمنة: تزيد السمنة من خطر الإصابة بضغط الدم.
النظام الغذائي: يمكن أن يؤدي تناول نظام غذائي غني بالصوديوم والدهون المشبعة إلى ارتفاع ضغط الدم.
قلة النشاط البدني: يمكن أن يؤدي عدم ممارسة الرياضة بانتظام إلى ارتفاع ضغط الدم.
التدخين: يزيد التدخين من خطر الإصابة بضغط الدم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الحالات الطبية، مثل مرض السكري وأمراض الكلى، يمكن أن تزيد أيضًا من خطر الإصابة بضغط الدم. الوقاية من هذه العوامل يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بـارتفاع ضغط الدم.
التحديات التي تواجه علاج ارتفاع ضغط الدم في المنطقة العربية
تواجه المنطقة العربية تحديات كبيرة في مجال علاج ارتفاع ضغط الدم، بما في ذلك نقص الوعي بأهمية الكشف المبكر والعلاج المنتظم. بالإضافة إلى ذلك، فإن محدودية الوصول إلى الرعاية الصحية في بعض المناطق، وارتفاع تكلفة الأدوية، يمكن أن يعيقان جهود مكافحة هذا المرض.
تسعى العديد من الدول العربية إلى تحسين خدمات الرعاية الصحية وزيادة الوعي بأهمية الوقاية من ارتفاع ضغط الدم. وتشمل هذه الجهود تنظيم حملات توعية، وتوفير الأدوية بأسعار معقولة، وتدريب الكوادر الطبية.
في المستقبل القريب، من المتوقع أن تشهد المنطقة العربية زيادة في معدلات الإصابة بـارتفاع ضغط الدم بسبب التغيرات في نمط الحياة وزيادة انتشار السمنة ومرض السكري. لذلك، من الضروري الاستمرار في جهود الوقاية والعلاج لتقليل العبء الصحي لهذا المرض. ستكون المتابعة الدورية لبرامج الفحص والكشف المبكر، وتقييم فعالية التدخلات الصحية الحالية، من الأمور الحاسمة في تحديد الخطوات التالية.













