يُعدّ تصنيف الفيفا أداة أساسية لتقييم قوة المنتخبات الوطنية لكرة القدم على مستوى العالم، ويحظى بمتابعة واسعة من قبل الاتحادات القارية والمنتخبات والجماهير. يصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم هذا التصنيف شهريًا، ويستند إلى نتائج المباريات الدولية المعتمدة، سواء كانت ودية أو رسمية. وقد اكتسب التصنيف أهمية خاصة مؤخرًا مع منتخب العراق، الذي استفاد من مركزه المتقدم لتجنب مرحلة من التصفيات الملحقة المؤهلة لكأس العالم 2026.
تعتمد أهمية تصنيف الفيفا على استخدامه في تحديد قُرعات البطولات الدولية وتصنيف مستويات المنتخبات في التصفيات، مما يؤثر بشكل مباشر على مسار هذه المنتخبات نحو التأهل للأحداث الكبرى. يُعتبر هذا التصنيف مؤشرًا حيويًا على تطور كرة القدم في مختلف الدول، ويساعد في مقارنة الأداء بين المنتخبات المختلفة.
ما هو تصنيف الفيفا وكيف يتم حسابه؟
تصنيف الفيفا هو نظام لتقييم المنتخبات الوطنية بناءً على أدائها في المباريات الدولية. يهدف هذا النظام إلى تقديم تقييم دقيق وموضوعي لقوة كل منتخب، مع الأخذ في الاعتبار نتائج المباريات وأهميتها. تم تطوير هذا النظام على مر السنين، والنسخة الحالية، والمعروفة بنظام SUM، تعتمد على خوارزمية معقدة تأخذ في الاعتبار عدة عوامل.
نظام SUM: آلية الحساب
اعتمد الفيفا نظام SUM في أغسطس 2018، وهو نظام مستوحى من نظام إيلو المستخدم في الشطرنج. يعتمد هذا النظام على حساب نقاط لكل منتخب بعد كل مباراة، مع إضافة أو خصم نقاط بناءً على نتيجة المباراة وأهميتها وقوة الخصم. الصيغة الأساسية لحساب النقاط هي: P_after = P_before + I × (W – We)، حيث تمثل P_after النقاط بعد المباراة، و P_before النقاط قبل المباراة، و I معامل أهمية المباراة، و W النتيجة الفعلية، و We النتيجة المتوقعة.
العوامل المؤثرة في التصنيف
تتأثر قيمة تصنيف الفيفا للمنتخبات بعدة عوامل رئيسية. أولاً، نتيجة المباراة تلعب دورًا حاسمًا، حيث يحصل الفائز على نقاط إضافية، بينما يخسر الخاسر نقاطًا. ثانيًا، أهمية المباراة تختلف باختلاف نوعها، فالمباريات الرسمية في كأس العالم أو البطولات القارية تمنح نقاطًا أكبر من المباريات الودية. وأخيرًا، قوة الخصم تؤثر بشكل كبير على عدد النقاط المكتسبة أو المفقودة، حيث يمنح الفوز على منتخب قوي نقاطًا أكثر من الفوز على منتخب ضعيف.
أهمية تصنيف الفيفا وتأثيره على المنتخبات
لا يقتصر دور تصنيف الفيفا على كونه مجرد رقم، بل له تأثيرات عملية كبيرة على المنتخبات الوطنية. يستخدم هذا التصنيف في تحديد قُرعات البطولات الدولية، حيث يتم تصنيف المنتخبات إلى مستويات مختلفة بناءً على تصنيفها، مما يؤثر على صعوبة القرعة والخصوم المحتملين. بالإضافة إلى ذلك، يساعد التصنيف في تحديد مستويات المنتخبات في التصفيات، مما يؤثر على مسارها نحو التأهل للأحداث الكبرى.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر التصنيف مؤشرًا على تطور كرة القدم في كل دولة، ويساعد في جذب الاستثمارات والاهتمام الإعلامي. كما أنه يلعب دورًا في رفع الروح المعنوية للاعبين والجهاز الفني، ويحفزهم على تقديم أفضل أداء ممكن.
الانتقادات الموجهة للتصنيف
على الرغم من أهميته، إلا أن تصنيف الفيفا لا يخلو من الانتقادات. يرى بعض الخبراء أن النظام ليس دائمًا دقيقًا في التنبؤ بنتائج المباريات، وأن هناك عوامل أخرى غير مدرجة في الخوارزمية يمكن أن تؤثر على النتيجة. كما أن هناك انتقادات تتعلق بأهمية المباريات الودية، حيث يرى البعض أنها لا يجب أن تؤثر بشكل كبير على التصنيف. تشير بعض الدراسات إلى أن نماذج رياضية أكثر تعقيدًا قد تقدم تقييمًا أكثر دقة لقوة المنتخبات.
ومع ذلك، يظل تصنيف الفيفا هو النظام الرسمي والمعتمد من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، ويحظى بالاعتراف العالمي. يستمر الفيفا في تطوير النظام وتحسينه، بهدف جعله أكثر دقة وموضوعية.
من المتوقع أن يصدر الفيفا تحديثًا جديدًا للتصنيف في نهاية شهر ديسمبر 2025، بعد انتهاء عدد من المباريات الدولية الهامة. سيكون هذا التحديث مهمًا للمنتخبات التي تستعد للتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث سيؤثر على مستوياتها في القرعة. يجب على المنتخبات متابعة التطورات في نظام التصنيف، والعمل على تحسين أدائها في المباريات الدولية لرفع تصنيفها.













