شهدت العاصمة الألمانية برلين يوم الخميس مظاهرة حاشدة أقيمت بمناسبة الذكرى الـ77 للنكبة، والتي نظمها أنصار القضية الفلسطينية في حي كرويتسبرغ.
وبعد أن حاولت الشرطة منع المظاهرة بلغ التوتر أشده ما أدى إلى إصابة عدد من رجال الشرطة والمتظاهرين.
ووفقًا لتقارير السلطات المحلية، وقعت اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن أسفرت عن سحب أحد ضباط الشرطة إلى داخل الحشد، حيث تعرض للركل والدهس.
وأُصيب الضابط بجروح خطيرة وتم نقله على الفور إلى المستشفى لتلقي العلاج. كما أصيب متظاهرون آخرون خلال الاشتباكات، وقدمت لهم خدمات الإسعاف اللازمة قبل نقلهم إلى المستشفيات القريبة.
وقامت الشرطة باعتقال أكثر من 50 شخصًا بتهم تشمل مقاومة رجال الأمن، وإلحاق الأذى الجسدي الخطير، والاعتداء، والإهانة، والتسبب في اضطرابات في الأمكان العامة. وذكرت السلطات أنها فضلت تفريق الحشد لاحقًا في المساء بعد تصاعد العنف.
إدانة رسمية واستنكار للأعمال العنيفة
وأدانت كاي فيغنر، عمدة مدينة برلين المنتمية إلى الحزب الديمقراطي المسيحي، الأحداث العنيفة التي شهدتها المظاهرة.
من جانبه، قدم فلوريان ناث، المتحدث باسم شرطة برلين، تفاصيل حول حالة الضابط المصاب. وأوضح أن الأخير كان بحاجة إلى تدخل طبي فوري، بما يتضمن استخدام جهاز تنظيم ضربات القلب، وتزويده بالأكسجين، وإعطائه مسكنات قوية للألم. وأضاف: “الزميل مصاب بجروح خطيرة، لكن ليست مهددة للحياة حتى الآن”. وأشار إلى أن هناك ضباطًا آخرين أصيبوا بكسور في أيديهم أو تعرضوا لإصابات نتيجة الأجسام التي ألقيت عليهم من الحشد.
فوضى واشتباكات بين المتظاهرين والشرطة
تخللت المظاهرة بعض مشاهد الفوضى، بدءًا من الاشتباكات المباشرة بين الشرطة والمتظاهرين، وصولًا إلى وجود متظاهرين مضادين.
المشاركون في التظاهرة ومن بينهم حزب “دي لينكه” اليساري حملوا أعلام فلسطين ومفاتيح عملاقة في إشارة لحق العودة الألماني. وكانت الهتافات الموحدة مثل “تحيا فلسطين” تتردد في المكان، بينما ذكرت الشرطة أن بعض الشعارات التي تم إطلاقها قد تكون محظورة بموجب القانون الألماني.
وأكد أحد رجال الأمن أن منظمي المظاهرة فقدوا السيطرة على جزء كبير من الحشد، مما أدى إلى استمرار العنف وعدم القدرة على احتواء الموقف. وقال: “رئيس العمليات لدينا يجري محادثات مع المنظمين الآن، لكن واضح أنهم لم يكونوا قادرين على السيطرة على المشاركين”.