على الرغم من أدائها الهادئ المتوازن، تركت الفنانة المصرية الراحلة **سمية الألفي** بصمة لا تُمحى في الدراما المصرية من خلال أدوارها المتنوعة والمعقدة على مدى خمسة عقود. فقد رحلت الألفي عن عالمنا في 20 ديسمبر 2025، تاركة وراءها إرثًا فنيًا غنيًا يضم أكثر من 144 عملًا سينمائيًا وتلفزيونيًا ومسرحيًا، مما يؤكد مكانتها كواحدة من أبرز ممثلات جيلها.
بدأت مسيرة **سمية الألفي** في السبعينيات، وشهدت تطورًا ملحوظًا في الثمانينيات حيث حصلت على أدوار رئيسية أظهرت موهبتها وقدرتها على تجسيد الشخصيات المختلفة. وقد ساهمت أعمالها في ترسيخ اسمها في أذهان الجمهور، تاركة إرثًا فنيًا سيظل محل تقدير للأجيال القادمة. واليوم، يتذكر محبوها مسيرتها الفنية الحافلة بالإنجازات.
**سمية الألفي** وثنائيات فنية خالدة
شكلت ثنائية **سمية الألفي** مع الفنان محمد صبحي أحد أبرز محطات مسيرتها الفنية، حيث تعاونا في عدة أعمال ناجحة أبرزها مسلسل “رحلة المليون” عام 1984. وقدّمت في هذا العمل شخصية “نسمة”، الفتاة التي تنتمي لعائلة ثرية، والتي تعيش صراعات داخلية ومع الآخرين، مما أظهر قدرتها على تقديم أدوار درامية مؤثرة.
بالإضافة إلى ذلك، استمر هذا النجاح في فيلم “علي بيه مظهر و40 حرامي”، حيث تألقت **سمية الألفي** بشخصية “حسنية”، الفتاة الشعبية التي تجسد البساطة والذكاء، مما أضفى على العمل طابعًا كوميديًا اجتماعيًا.
دورها في “الراية البيضاء”
في مسلسل “الراية البيضاء” عام 1988، تألقت **سمية الألفي** في دور “أمل صبور”، الصحفية الجريئة التي تواجه الفساد وتدافع عن الحق. وقد قدمت الألفي أداءً مقنعًا لشخصية الصحفية التي تعاني من صراعات نفسية واجتماعية، مبرزة قدرتها على تجسيد الشخصيات المعقدة.
هذا الدور كان بمثابة تعاون مهم مع الكاتب أسامة أنور عكاشة، والذي اشتهر بتقديم أعمال درامية عميقة تتناول قضايا المجتمع المختلفة. وكانت هذه ليست المرة الأولى التي تتعاون فيها الألفي مع عكاشة، حيث شاركت في أعمال أخرى مثل “أبواب المدينة” و”ليالي الحلمية”.
“ليالي الحلمية” وتجسيد الأرستقراطية
يُذكر أن دور الأميرة “نورهان” في مسلسل “ليالي الحلمية” (أجزاء متعددة بدأت في عام 1989) كان من الأدوار المميزة التي قدمتها **سمية الألفي**. وقد نجحت في تجسيد شخصية الأميرة التي تعيش في عالم متغير وتواجه تحديات جديدة، مما أظهر قدرتها على تقديم أدوار تاريخية بأسلوب معاصر.
وقد أضافت شخصية الأميرة “نورهان” لمسة من الرقي والأناقة إلى المسلسل، مما ساهم في نجاحه وجعله واحدًا من أكثر المسلسلات شهرة في تاريخ الدراما المصرية. وأظهرت الألفي في هذا الدور قدرة فائقة على التعبير عن المشاعر والأحاسيس، مما جعل الشخصية قريبة من قلوب المشاهدين.
“بوابة الحلواني”.. قمة في التعبير عن صراع الطبقات
أما مسلسل “بوابة الحلواني” (1992-2001) فقد شهد أداءً متميزًا من **سمية الألفي** في دور “الحاجة سيدة”، الزوجة الأولى المتسلطة. وقد قدمت الألفي أداءً مقنعًا لشخصية المرأة القوية التي تحاول السيطرة على حياة زوجها وأبنائها، مما أضفى على العمل طابعًا دراميًا واقعيًا.
وقد حظي هذا الدور بإعجاب كبير من النقاد والجمهور، حيث أشادوا بقدرة الألفي على تجسيد الشخصيات السلبية بطريقة مقنعة ومؤثرة. وقد شكل هذا الدور علامة فارقة في مسيرتها الفنية، حيث أثبتت أنها قادرة على تقديم أدوار متنوعة ومختلفة.
رحل عن عالمنا فنانة كبيرة تركت فراغًا في عالم الفن المصري، لكن أعمالها ستبقى خالدة في ذاكرة المشاهدين. ومن المتوقع أن تتوالى برامج تكريم الفنانة **سمية الألفي** خلال الفترة القادمة، احتفاءً بمسيرتها الفنية الحافلة.
سيتم الإعلان عن تفاصيل هذه البرامج في الأيام القليلة القادمة. ومن المهم متابعة وسائل الإعلام المختلفة لمعرفة المزيد حول كيفية تكريم هذه الفنانة الراحلة.













