حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، مارك روته، الخميس، من أن انتصار روسيا في حربها ضد أوكرانيا سيشكل ضربة كبرى لمصداقية أكبر تحالف عسكري في العالم، وسيكلف استعادتها تريليونات الدولارات.
وفي حديثه على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أكد روته أن تعزيز الردع العسكري للناتو بعد هزيمة أوكرانيا سيحتاج إلى “تكاليف أعلى بكثير مما يتم إنفاقه حاليا على تعزيز الإنفاق الدفاعي وزيادة الإنتاج الصناعي”. وأضاف: “لن تكون مليارات إضافية، بل تريليونات إضافية”.
وشدد روته على ضرورة استمرار الدعم الغربي لأوكرانيا بل وتعزيزه، مشيرا إلى أن “تغيير مسار الحرب” بات أمرا ملحا. وأوضح: “لا يمكننا في القرن الحادي والعشرين السماح لدولة بغزو أخرى ومحاولة استعمارها. تلك الحقبة انتهت”.
مخاوف من تحركات ترامب
وسط تصاعد القلق الأوروبي، أشار روته إلى احتمال سعي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لإنهاء الحرب بسرعة عبر محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، محذرا من القبول باتفاق سيئ قد يمنح روسيا مكاسب جيوسياسية غير مستحقة.
وقال رئيس الوزراء الهولندي السابق “مثل هذا الاتفاق سيظهر بوتين وهو يحتفل إلى جانب قادة كوريا الشمالية وإيران والصين. لا يمكننا تحمل هذا الخطأ الجيوسياسي”.
وبدوره، أعرب وزير الخارجية البولندي، راديك سيكورسكي، عن دعمه لموقف ترامب بأن روسيا هي من يجب أن تبادر بخطوات السلام الأولى. لكنه حذر من أن بوتين الحالي “ليس الشخص نفسه الذي عرفه ترامب خلال ولايته الأولى”.
كما حذر سيكورسكي من وضع بوتين في مركز الساحة العالمية دون تحقيق تقدم حقيقي في إنهاء الحرب، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي “منبوذ دوليا ومتهم بارتكاب جرائم حرب”.
وفي سياق متصل، هدد ترامب بفرض ضرائب وعقوبات مشددة على روسيا في حال عدم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب. غير أن مراقبين يرون أن هذه التهديدات قد تواجه تجاهلا من الكرملين، في ظل تأثر الاقتصاد الروسي أصلا بالعقوبات الغربية.
وأكد سيكورسكي أن على بوتين “كسب أي لقاء دولي”، محذرا من أن منحه منصة مبكرة “سيمنحه أهمية تفوق حجمه الحقيقي”.