فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارًا مشددًا على بلدة قباطية جنوب جنين في الضفة الغربية لليوم الثاني على التوالي، مع منع التجوال الكامل. يأتي هذا الإجراء ردًا على عملية إطلاق نار وطعن وقعت يوم الجمعة في مناطق العفولة وبيسان داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وأسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الإسرائيليين. وتعتبر هذه الأحداث تصعيدًا جديدًا في التوترات المتزايدة في المنطقة، وتأتي في ظل استمرار الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن منفذ العملية هو أحمد أبو الرُب من قباطية، وقد اقتحمت القوات منزله وشرعت في اعتقال والده، بالإضافة إلى طرد عائلته. كما بدأت القوات في إجراء قياسات هندسية للمنزل تمهيدًا لهدمه، وهو إجراء عقابي شائع تستخدمه إسرائيل ضد عائلات الفلسطينيين المتهمين بالهجوم.
دهم وتفتيش في الضفة الغربية
وفي القدس المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة عناتا فجر اليوم، وأطلقت الرصاص وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع تجاه الفلسطينيين. وذكرت مراسلة الجزيرة أن القوات دهمت محال تجارية وصادرت كاميرات مراقبة، كما اعتقلت شابًا فلسطينيًا قبل أن تنسحب من البلدة. وتأتي هذه الاقتحامات ضمن سلسلة من العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وفي سياق متصل، نفذت قوات الاحتلال حملة دهم وتفتيش واسعة في مدينتي دورا وبيت فجار جنوب الخليل وبيت لحم، بالإضافة إلى بلدتي دير سامت وخلايل اللوز. ووفقًا لشهود عيان، سيرت القوات دوريات عسكرية في شوارع تلك البلدات، مما أدى إلى إعاقة حركة المرور وإثارة الذعر بين السكان.
تصعيد العنف والاعتقالات
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الضفة الغربية تصعيدًا ملحوظًا في العنف من قبل الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، بالتزامن مع الحرب المستمرة في قطاع غزة. وقد أسفرت هذه الاعتداءات عن استشهاد أكثر من 1100 فلسطيني وإصابة حوالي 11 ألفًا آخرين منذ بداية العدوان. بالإضافة إلى ذلك، اعتقلت القوات الإسرائيلية أكثر من 21 ألف فلسطيني خلال نفس الفترة.
وفي تطور ميداني آخر، أفاد الجيش الإسرائيلي بإطلاق نار بالقرب من السياج المحيط بنقطة تفتيش حاشمونائيم غرب رام الله. وذكر الجيش أن المسلح لاذ بالفرار دون وقوع إصابات، وأن قوات كبيرة قد انتشرت في المنطقة للبحث عنه وتطويق القرى المجاورة. وتعتبر هذه الحوادث جزءًا من نمط متزايد من المواجهات المسلحة في الضفة الغربية.
وتشير التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي يهدف من خلال هذه العمليات إلى ملاحقة المقاومين الفلسطينيين وتفكيك البنية التحتية للمقاومة. ومع ذلك، يرى مراقبون أن هذه الإجراءات تؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية في الضفة الغربية، وزيادة الغضب والإحباط بين الفلسطينيين.
الوضع في غزة: وبالتزامن مع الأحداث في الضفة الغربية، تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، مما أدى إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق. وتواجه غزة نقصًا حادًا في الغذاء والماء والدواء، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية وتشريد مئات الآلاف من السكان. وتدعو المنظمات الدولية إلى وقف فوري لإطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
تداعيات إقليمية: وتثير التطورات الأخيرة في فلسطين والضفة الغربية مخاوف بشأن التداعيات الإقليمية المحتملة. وهناك خشية من أن يؤدي التصعيد المستمر إلى اندلاع مواجهات أوسع نطاقًا في المنطقة، وزيادة التوترات بين إسرائيل والدول العربية. وتدعو العديد من الأطراف إلى حل سياسي شامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يضمن حقوق الفلسطينيين في تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة.
من المتوقع أن تستمر قوات الاحتلال في عمليات الدهم والتفتيش في الضفة الغربية خلال الأيام القادمة، خاصة في المناطق التي تشهد نشاطًا للمقاومة. كما من المحتمل أن تشهد المنطقة مزيدًا من التوترات والمواجهات المسلحة، في ظل استمرار الأزمة في غزة وغياب أي أفق لحل سياسي. وسيبقى الوضع الإنساني في غزة والضفة الغربية محورًا للقلق والاهتمام الدولي.












